وجاء أيضًا في (تاريخ راشد) وهو كتاب مخطوط في وقائع سنة 1666 ما يوافق هذا الكلام، وانتقل "سباتاي زئيفي" إلى دور جديد وخطير، فقد عين محمد أفندي عزيز -"سباتاي زئيفي" سابقًا- رئيسًا للآذنين وهم الحجاب فانتشر خبر تعيينه وإسلامه بين أتباعه فالتزموا بيوتهم ودورهم، أما الحاخامون من اليهود المعارضين له فقد فرحوا كثيرًا لتخلصهم منه ومن دعوته، لكن "سباتاي" أرسل إلى مريديه تعميمًا يقول فيه: "لقد جعلني الله مسلمًا أنا أخوكم محمد البواب هكذا أمرني فامتثلت، لقد ذكرت الكتب اليهودية المقدسة بأن المسيح سيتبع من قبل المسلمين"، وأعلمهم بأنه سيستمر في أداء رسالته ومهمته بالتكيف مع الوضع الجديد، يفسر أخوه هذه الحالة فيقول: "إن الجسم القديم لـ "سباتاي" قد صعد إلى السماء، فعاد بأمر من الله تعالى في شكل ملاك يلبس الجبة والعمامة ليكمل رسالة المسيح".

وتقدم "سباتاي" محمد أفندي عزيز إلى المفتي يطلب السماح له بدعوة اليهود إلى الإسلام، وكانت هذه خطته الأولى. ولما حصل على ما أراد استأنف دعوته السابقة، مستهدفًا تأسيس مذهبه الجديد المسلم في الظاهر اليهودي في الباطن، فجاءه الأتباع من كل مكان في الدولة العلية وغيرها، ولبسوا الجبب والعمائم على صورة خاصة، فأطلق الأتراك عليهم اسم الدونمة، وتركت لهم الدولة حرية الحركة والعمل، فقد ترك لـ "سباتاي" حرية التجول والدعوة، وضمن لنفسه عدم الشبهة، وانصرف إلى تنظيم وتقنين ورسم معالم مذهبه الجديد، وجمع كل ذلك في وثائق، وما يهمنا من هذه الوثيقة المادتان السادسة عشرة والسابعة عشرة، وهذا نصهما؛ المادة السادسة عشرة: يجب أن تطبق عادات الأتراك المسلمين بدقة لصرف أنظارهم عنكم، ويجب ألا يشعر أحد من الأتباع تضايقه من صيام رمضان ومن الأضحية، ويجب أن ينفذ كل شيء يجب تنفيذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015