ويبدو واضحا أن الأساس اللاهوتي الصليبي هو الذي يفسر دعم النصارى لليهود وارتباطهم معهم، وخاصة أولئك الذين يزعمون أن كل نصوص العهد القديم تحتوي على كل الحقيقة، بما فيها وعد الله لإسرائيل في التوراة، ومن ثم اقتناعهم بأن دولة إسرائيل الحديثة هي امتداد لدولة إسرائيل التوراتية، عندئذ لا يكون هناك أي عائق دون اعتناقهم للصهيونية المسيحية.
ومن هنا نستطيع أن نفهم كيف استساغ الكثير من قادة النصارى في هذا العصر أن ينتسبوا للصهيونية، مع بقائهم على دين النصرانية، فالأصولية الإنجيلية تعتقد أن إعادة بناء الهيكل سيعجل بقدوم المسيح، والمجيء الثاني للمسيح أصبح وشيك الوقوع، فإذا تمت إعادة بناء هيكل سليمان فإن التعاليم الإنجيلية تتطلب حدوثه ضمن ثلاثة أمور قبل أن يتحقق المجيء الثاني؛ أولا: يجب أن تصبح إسرائيل دولة. ثانيا: يجب أن تكون القدس عاصمة يهودية. ثالثا: يجب أن يعاد بناء الهيكل وهو الشرط الثالث لكي يحدث المجيء المتوقع للمسيح.
وصلى اللهم على سيدنا محمد النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.