علماء المسلمين في مختلف العلوم، وبخاصة في الطب، والفلسفة، والرياضيات. ومن هؤلاء الرهبان الراهب الفرنسي جربرت الذي انتخب بابا لكنيسة روما عام 999، بعد تعلمه في معاهد الأندلس، وعودته إلى بلاده، ومنهم أيضًا الراهب بطرس المحترم، ومنهم أيضًا الراهب جيرادي كيرمون.

وبعد أن عاد هؤلاء الرهبان نشروا الثقافة المكتوبة باللسان العربي، ونشروا مؤلفات أشهر علماء المسلمين والعرب، ثم أسست المعاهد أقسامًا للدراسات العربية، ومدارس لدراستها مثل: مدرسة بادوي العربية، كذلك أخذت الأديرة والمدارس الغربية تدرس مؤلفات العرب المترجمة إلى اللاتينية، وهي لغة العلم في جميع بلاد أوربا يومئذ، استمرت الجامعات الغربية تعتمد على الكتب العربية، وتعتبرها المراجع الأصلية للدراسة قرابة ستة قرون.

ولم ينقطع منذ ذلك الوقت وجود أفراد درسوا الإسلام واللغة العربية، وترجموا القرآن وبعض الكتب العربية العلمية والأدبية؛ حتى جاء القرن الثامن عشر وهو العصر الذي بدأ فيه الغرب في استعمار العالم الإسلامي، والاستيلاء على ممتلكاته، فإذا بعدد من علماء الغرب ينبغون في الاستشراق، ويصدرون لذلك المجلات في جميع الممالك الغربية، ويُغيرون على المخطوطات العربية في البلاد العربية والإسلامية، فيشترونها من أصحابها الجهلة، أو يسرقونها من المكتبات العامة التي كانت في نهاية الفوضى، وينقلون هذه المخطوطات إلى بلادهم ومكتباتهم، وإذ بأعداد هائلة من نوادر المخطوطات العربية تنتقل إلى مكتبات أوربا، وقد بلغت في أوائل القرن التاسع عشر مائتين خمسين ألف مجلدٍ، وما زال هذا العدد يتزايد حتى اليوم.

وفي الربع الأخير من القرن التاسع عشر عُقد أول مؤتمر للمستشرقين في باريس عام 1873، وتتالى عقد المؤتمرات التي تُلقى فيها الدراسات عن الشرق،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015