كبيرًا من العلماء الذين أرسلهم للتفاوض مع مصطفى البرزاني -الزعيم الكردي- إذ أجبرهم على ارتداء ملابس مفخخة انفجرت فيهم، وقتلت عددًا كبيرًا منهم، وكذلك تتابعت القرارات الصدامية بإعدام المئات من الشخصيات الإسلامية. أيضًا أحال الكثيرين من أساتذة الجامعات -من أصحاب الأفكار المتحررة- إلى التقاعد، ثم قدمهم إلى المحاكمة وصدرت بحقهم أحكام مختلفة بعد طردهم من وظائفهم، قد أصدر أوامره بإغلاق مئات المساجد في العراق، وأصدر أوامره بمحاربة الكتاب الإسلامي وعدم السماح به في المكتبات العامة.
فحزب البعث حزب قومي علماني انقلابي له أطروحات فكرية متعددة، وهو يتكلم عن أشياء كثيرة يتعذر الجمع بينها أحيانًا فضلًا عن الاقتناع بها، ولقد كانت له أقوال فترة ما قبل السلطة وممارسات وأقوال فترة ما بعدها، وهم يتحدثون عن الرابطة القومية ويعتبرون أنها هي الرابطة الوحيدة القائمة في الدول العربية، التي تكفل الانسجام بين المواطنين وتكفل انصهارهم في بوتقة واحدة، وتكبح جماح سائر العصبيات المذهبية والطائفية والقبلية والعرقية والإقليمية، حتى قال شاعرهم:
آمنت بالبعث ربًّا لا شريك له ... وبالعروبة دينًا ما له ثانِ
- وإذا حاولنا أن نناقش فكرة القومية العربية والزعم -كما يقول حزب البعث- بالأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة، نسأل: ما هي هذه الرسالة الخالدة التي يحملها العرب ويقدمونها للناس؟:
- فالذي يتبادر إلى أذهان الأصدقاء والخصوم جميعا أن هذه الرسالة ليست شيئا آخر غير الإسلام، لكن السيد ميشيل عفلق -مؤسس حزب البعث- يقول لنا كلامًا آخر يؤكد فيه أن للعرب رسالة أخرى، تقوم على فهمهم الصحيح