قضية العقل والفكر والمادة، أيهما السابق والمؤثر في الآخر؟ فالمثاليين منهم -أي المؤمنون بالإله الغيبي ومنهم "هيجل"- يرون أن العقل هو الأساس والمتقدم على المادة وما ينتج عنه، بينما الماديون -وهم منكرو الخالق: "ماركس" وأتباعه- يرون أن لا شيء في الإيجاد سوى المادة وهي المتقدمة والمنشئة حتى للإنسان وأفكاره، ويتلخص الجدل الماركسي في ثلاثة قوانين:

أول هذه القوانين: هو قانون التغير من الكم إلى الكيف، وهو ما يحدث في نظرهم بطريق المفاجأة، كتحول الماء الساخن إلى بخار بزيادة النار عليه.

أما القانون الثاني: فهو قانون صراع الأضداد والذي يأتي من داخل الأشياء نفسها، من بذرة النقيض التي توجد في داخل كل شيء وليس من الخارج.

وأما القانون الثالث: فهو قانون نفي النفي، أي أن كل مرحلة تحدث تنفي سابقتها ثم تنفيها مرحلة تالية وهكذا، والآن بعد أن رأينا هذه القوانين المادية والجدلية نرى أن هذا الهراء -الذي يتحدثون عنه- قد ظهر لكل ذي عينين أنه بعيد عن الحق.

فإذًا الماركسية الآن كما يقولون في العراء، وقد انكشفت في أقبح صورة وانجلت الغمة عن الناس، فظهروا في أتعس حال، وإذا بأكاذيبهم وهرائهم يداس بالأرجل، فقد راهنوا أن نظريتهم الإلحادية ستعم الأرض كلها، وسيصبح البشر كلهم ملاحدة، كافرين بالذي خلقهم من تراب ثم من نطفة ثم سواهم أشخاصًا، في غاية الخصومة لربهم وقاهرهم متنكبين الحق متعالين على الناس، محتقرين لكل نواميس هذا الكون ومحتقرين لكل الشرائع والكتب المنزلة والأنبياء الكرام، في جدال بالباطل لا يملكون على كل نظرياتهم أي دليل حقيقي إلا ما زخرفوه من شبهات باطلة ونظريات زائفة، لا تثبت أمام الحقائق، حتى وإن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015