ثم يتحول إلى تراب فيسمى جميعة، فأين التطور التصاعدي في هذا حسب نظرية "هيجل"؟! أو مثل الغريزة الجنسية هي الطريحة والكبت هو النقيض والتسامي هو الجميعة، أي المحصلة النهائية الحتمية الوقوع لكل من الطريحة والنقيضة، لكن لنفرض أن الأمور لم تسر إلى نهايتها وهي الجميعة، بأن حصل معوق للشخص بعد ظهور النقيضة، بأن مات أو جُن أو حصل له أي أمر خطير وانتهى، فأين التصاعد في هذا وغيره من الأمثلة التي تكذب حتمية التطور التصاعدي في كل شيء؟!.

وهذه الجدلية عند "ماركس" أو ما يظهر منها عدم إيمانه بالله تعالى، وإيمانه بدلًا عنه بالمادية الجدلية وتطورها، وأنها هي التي أنشأت الدين والسياسة والقانون والأخلاق بل والإنسان نفسه، فالإنسان في نظره إنما هو من نتاج تلك المادة وفكر الإنسان أيضًا كذلك، بل وجود الله تعالى إنما هو من صنع الإنسان المادي وفكره في عقيدة "ماركس"، وهو بهذا قد قلب جدلية "هيجل" التي قامت على الإيمان بالغيب الإلهي إلى المادة وحدها عند "ماركس"، ويصح أن نقول: إن "ماركس" قد قلب نظرية "هيجل" على رأسها بعد أن كانت على رجليها المعوجتين هي الأخرى، فحينما تسأل ماركسيًّا عن سر وجود هذا الكون تجده يجيبك بجواب سخيف تافه، فيقول: إن الكون قد تطور بنفسه إلى أن أصبح على ما هو عليه اليوم في هذا التناسق البديع.

ويجيب عن سريان الحياة في الكون بأنه بعد أن اكتمل وجود الكون تطور تلقائيًّا، إلى أن وجدت الحياة على ظهر الأرض ومِن ضمنها حياة الإنسان الذي وجد ضمن حركة التطور الديالكتيكي، دون أن يكون لها أي مؤثر خارج عن نطاقها غير التناقضات والتضاد الكامن في المادة. كما أنه قد احتدم الخلاف جدًّا بينهم في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015