ليس أمام ابن معمر سوى ارتكاب أخف الضررين لدفع أعلاهما، كما قال صاحب كتاب "لمع الشهاب"1 فلما وصل كتاب سليمان بن محمد الخالدي إلى عثمان بن معمر اهتم وكره عداوة سليمان، وغضب أيضا لخروج محمد بن عبد الوهاب عنه، لكنه ارتكب أخف المحظورين بإبداء المعذرة لدى محمد بن عبد الوهاب خفية، فقال له: إن محاربة هذا الرجل تصعب علينا، فالرأي أن تسير من العيينة على بركة الله إلى أي بلد شئت، وتقيم فيها سنة أو سنتين حتى نرى كيف يفعل الله بعد ذلك، ثم مرجعك إلينا) .

لا أريد تبرير فعل ابن معمر في إخراج الشيخ، ولكنني أحاول الحفاظ على كرامة أول مؤازر للدعوة وصهر القائم بها، وجد بطل من أبطال الأسرة السعودية الكريمة التي كتب لتلك الدعوة الانتشار والبقاء بجهاد أبطالها منذ عهد الإمام محمد إلى عهدنا، هو الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود، سبط الأمير عثمان بن حمد بن معمر.

أريد المحافظة على كرامة ذلك الرجل بإيضاح بعض ما ظهر لي حيال ما نسب إليه - فيما بعد - من تنكر للدعوة، وقد أكون مخطئا فيما أبديه من رأي يخالف ما يراه غيري، ولكن مما لا شك فيه أن فيما كتب عن الدعوة وعن معاصريها مواقف اتخذ منها بعض الأعداء ثغرات ومنافذ للطعن في الدعوة، وللنيل من القائمين بها.

لم يتجاوز الزمن بين انتقال الشيخ إلى الدرعية، ووفود الأمير عثمان بن معمر عليه فيها لتجديد البيعة أكثر من عام، على ما يفهم من كلام ابن بشر الذي قال في سياق الكلام عما جرى للشيخ حين وصل إلى الدرعية في سنة 1257هـ2: (فلما علم عثمان أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015