محمد ابن سعود أوى الشيخ ونصره وبايعه ندم على ما فعل، فقدم على الشيخ وطلب منه الرجوع معه فقال: ليس هذا إلي، وإنما هو إلى محمد بن سعود، فأتى عثمان محمدا فأبى عليه) . ويقول ابن غنام1: (فرجع إلى بلده مضمرا العداوة والشر والغدر، وإن كان يبدى مشايعة الحق ونصرة الشيخ والأمير محمد، إلى أن تكرر منه المكر، وظهر نفاقه وانكشف أمره) .

وهذا كلام مبهم غير واضح، وما تخفيه القلوب علمه عند علام الغيوب، ومؤرخو تلك الفترة ذكروا أن الرجل لما وفد على الشيخ في سنة سبع وخمسين ومائة وألف - أو التي بعدها 2 - بايع على الإسلام والجهاد في سبيل الله، وذكروا مشاركته في غزو الرياض سنة تسع وخمسين، وفي غيرها من الغزوات حتى قتل سنة 1163 هـ.

غير أن ابن بشر لما ذكر وقعة دلقة سنة ستين - إحدى غزوات الرياض - قال3: وكانت تلك الغزوة من غير مشورة عثمان؛ لأنهم يتهمونه في الباطن أنه يوالي عدوهم، وزادته هذه الوقعة تهمة، وندم على تخلفه عن الغزو؛ لأنه خاف على نفسه، ثم ذكر أن محمد بن مبارك لما عاد من غزوة دلقة بأهل حريملاء مر بالعيينة فتعاهد مع عثمان واتفقا وتصافيا. ولكن المؤرخ لم يذكر الغاية من ذلك الاتفاق، وقال: ثم إن عثمان أرسل إلى الشيخ وإلى الأمير محمد يعتذر إليهم من التخلف عن الغزو، فقبلا منه، ثم إنه قدم عليهم ومعه وجوه أهل العيينة وأهل حريملاء، وعاهد الشيخ ومحمد على الجهاد، فعند ذلك جعلوه رئيسا للغزوات والسرايا، وصار محمد بن سعود له منقادا ولا يخالفه بل يتابعه، ويوافقه في السفر والغزو والجهاد - على ما في تاريخ ابن غنام أيضا4 بدون إشارة إلى خبر الاتفاق مع أمير حريملاء.

وقد يفهم من كلام ابن بشر عن اتفاق ابن معمر مع أمير حريملاء محمد بن عبد الله بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015