قال صاحب كتاب: "لمع الشهاب"1: (شكوا ذلك إلى سليمان آل محمد الحميدي الخالدي، حاكم بني خالد والأحساء والقطيف وقطر كلها، فالتمسوا منه أن يمشي على والي العيينة ويجليه من بلده) ، وذكر أنه توعد ابن معمر في كتابه بأمور:

1- قطع وظائفه التي في الأحساء.

2- منع عماله من جباية غلة أملاكه في الأحساء من نخل وزراعة رز قدر محصولها بستين ألف ريال ذهب.

3- منع تجار بلده من مسابلة الأحساء والقطيف وقطر وسواحل تلك البلاد.

لقد تكالبت الأعداء على عثمان، فقومه الأدنون من أهل العيينة ومن حولها ليسوا كلهم منقادين لدعوة الشيخ، ولا مؤيدين لما يقوم به عثمان من مناصرته، وأكثر علماء نجد قد أظهروا التنكر لدعوة الشيخ وجاهروا بذلك، ومنهم من كاتب الأمراء والعلماء في التحريض على قمع الدعوة التي لم يستجب لها سوى عدد قليل من أهل العيينة وأهل الدرعية.

وها هو حاكم الأحساء يتوعد عثمان بمختلف أنواع الوعيد إن لم يقتل الشيخ أو يخرجه من بلاده، 2 وإن لم يفعل فسوف لا يقف عند حد ما توعد به، إنه سوف يغزو ابن معمر، وبلاد نجد في ذلك العهد كانت ميداناً لغارات آل حميد حكام الأحساء، وليس لابن معمر - بعد أن حل بإمارة العيينة ما حل بها من الضعف أن يقاوم، وليس لديه من القوة ما يستطيع به أن يقابل قوة حاكم يسيطر على شرق الجزيرة من عمان جنوباً إلى البصرة شمالا، بل تتناول سيطرته وقوة نفوذه بلاد نجد، بحيث كان ابن معمر يظهر الخضوع له3، ويتقاضى وظيفة منه، وحين ثارت عليه عشيرته سنة 1166 هـ التجأ إلى الخرج فتوفي فيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015