وفيه في الثامن والعشرين، ورد قبجي من الروم في طلب إبراهيم باشا الكردي، نائب غزة، الذي صار باشة الجردة سنة تاريخه، ونهبته العرب عند المداين، وقتلت أكثر جماعته إلا ما قل، ومراد الوزير ليطلع على حقيقة الحال.
وكان توجه إلى صيدا، فلم ينزل القبجي عن فرسه، ولحق به إلى صيدا، والله تعالى يحسن الأحوال.
وفيه توفي عبد اللطيف الحلو بن كريم الدين، وله مدة مديدة منقطع في داره، نواحي البدرائية.
وفي أواخره، خرجت الخزنة المصرية.
وفيه وقع بدمشق ثلج كثير، ولله الحمد، لأنه يدل على الخير، إنشاء الله تعالى.
وفيه، في آخره، نادى عثمان باشا على النساء، لا يخرجن إلى الصالحية. ولم يأت بعد أمر حاله من الروم.
فيه ورد فرمان من الروم في التفتيش على الخزينة السلطانية الكاينة بقلعة دمشق، وذلك على يد رجل من جربجية القلعة، فحضر القاضي والقبجي وعثمان باشا وبعض الموالي والكتاب والباش دفتار وفتحوا خزائنها، فرأوا فيها من السلاح وآلات الحرب شيء كثير، ومن ذلك الدروع، ووجدوا في درع لؤلؤةً في ظهر الدرع حزر عليها بمايتي كيس، وعلى الدرع اسم الملك الظاهر.
ووجد اثني عشر ألف سيف من السيوف المعتبرة، وغير ذلك من الخوذ المحلاة وغير المحلاة، وفيها كبار لا تناسب أهل هذا الزمان. ومن الأتراس والكلل والنشاب وآلات الرمي.
وبقوا في ضبط ذلك أياماً، ثم كتبوا ذلك في الدفتر، وأرسلوها إلى السلطان ابن عثمان.
وفي يوم السبت، ثامن عشر جمادى الأولى، ورد متسلم ابن المقتول وذهب للقاضي وسجل براءته. وعثمان باشا برز إلى الميدان، قيل متوجهاً إلى ترابلس. وقيل غير ذلك.
وفيه سمع أن الإمرية وجهت إلى إبراهيم باشا الكردي، ثم عزل عنها.
وفيه ألغزت لبعض الأصحاب بقولي: 8 1 50 6 60.
وربّ خماسيٍّ ذي عيون كثيرةٍ ... وذي أُذنٍ فيه يكون بها الحمل
هو البيت والمأوى دجا الليل ... يوري بزنديه قصد الأمر يؤمل
وباب هذا البيت دون بيوتنا ... بلا غلق من دونه ليس يحمل
ترى الباب مفتوحاً على الدوم سرمداً ... كذلك باب الله ليس يقفل
وفي يوم الخميس رابع عشرين جمادى الأولى، سافر عثمان باشا المعزول من الشام، من على برج الروس، وهو كثير البكاء.
وفيه، قبله، توفي محمد آغا الفلاقنسي. تولى الدفتردارية مرات، وهو أخو عبد المعطي جلبي المتقدم ذكره في سنة اثنتين وعشرين وماية وألف، وصلي عليه بالجامع الأموي، ودفن بتربة الشيخ رسلان.
وفيه نزل الدروز على الشيخ عبد الله شيخ قرية ترجيم بالبقاع، وفسقوا فيه، وقطعوا يده وفقؤوا عينه وجرحوه، وهو من ذرية بني المجذوب، قطنانيين الطريقة، من أصحاب الأحوال، وأخذوا ما في داره، وأكثر متاع القرية، وكانوا نحو الماية من الخيالة، ونزل أهله دمشق، ليشتكوا على الدروز، وبعد الباشا ابن المقتول لم يرد ومعهم يده ليراها الحكام ولا قوة إلا بالله.
وفيه وصل إلى محروسة ترابلس كافلها عثمان باشا المعزول من دمشق.
وفيه سرق من الأموي أربع قناديل من النحاس الأصفر، كانت فوق محراب المقصورة، لكنها من غرائب الصنعة، من جهة التخريم، لا مثيل لها في الإتقان والتخاريم، ومرادهم يضمنوها للبوابين، والله يصلح الأحوال.
وفيه دار متسلم ابن المقتول على السوقية وأرباب الحرف.
وفيه ألغزت في الفقه لبعض الأفاضل، من أهل دمشق، وهو بقولي:
وبكرٍ لها بعلٌ وقد فضّ فرجها ... وطلقها من بعد ذا وأبانها
يكون عليه النصف لا المهر كله ... وليس لقاضٍ أن يقيم ضمانها
وقيل عليه المهر كلاًّ لفضّه ... بكارتها في العقد لمّا أشانها
أجبني فهذا اللغز لا شك مغلقٌ ... ووضّح فإن الفضل عز إبانها
وتركنا ذكر الدخول للإلغاز لما يوهم الدخول في الكلام من الغموض.
وقولي من اللغز: