وفي حادي عشره، توفي السيد سعدي بن النقيب، مدرس المدرسة الماردانية بالجسر الأبيض. وكان فرضياً حيسوباً له خبرة بالهندسة والمساحة، وربما يخرج لذلك لأجل مساحة أرض بعض القرى، وله بذلك معلوم، وصلي عليه بالأموي، ودفن بتربة بني عجلان خلف قناة الذبان.
وفي يوم الاثنين، خامس عشرين شعبان، توفي الشيخ عبد الكريم بن مصطفى الصالحي، الشهير بابن زقزوق. طلب العلم ودأب في التحصيل. قرأ النحو على الشيخ عبد الرحمن المجلد السلمي، وتفقه بالشيخ محمد العجلوني، وقرأ في الفرائض والحساب على الشيخ عبد القادر التغلبي، وقرأ آخراً في الحديث والتصوف على الشيخ عبد الغني النابلسي. وصلي عليه بالخاتونية، ودفن بسفح قاسيون، غربي الشيخ عبد الهادي مقابل المدرسة المعظمية، عفي عنه.
وفي يوم السبت، آخر شعبان، التاسع والعشرون منه، توفي مولانا عبد الرحيم أفندي القاري، وصلي عليه العصر بالجامع، ودفن بالباب الصغير. درس بالظاهرية، وتولى الفتوى الحنفية سنة واحد وثلاثين وماية وألف، وتولى نيابة الباب مرات عفي عنه، آمين.
يوم الجمعة السادس، فيه توفي محمد آغا بن مصلح، الساكن بنواحي جامع الورد، وصلي عليه بجامع التوبة ودفن بمرج الدحداح.
وفي يوم السبت رابع عشر رمضان، توفي الشاب النجيب المتعبد التائب الطالب العلم، يحيى آغا بن صاحبنا الأعز صادق آغا بن الناشف. وصلي عليه الظهر بالأموي، ودفن بتربة جده محمد باشا التذكرجي، مقابل جامع حسان، عفي عنه، آمين.
شوال، أوله السبت.
في يوم السبت ثامنه، توفي العلامة خليل أفندي الرومي، وكان من الأفاضل المدققين وعليه وظائف وتدريس، وكان مخشوشناً متقشفاً زاهداً ورعاً، وصلي عليه بالتوبة، ودفن بالدحداح.
وفي تاسع عشره، يوم الجمعة، طلع الحج. وفي الاثنين، سافر رجب باشا إلى مصر، وسافر معه أيضاً صاحبنا الأمجد صادق آغا بن الناشف بالتخت، وودعناه إلى قرب داريا، وكان جماعة من أصحابه الأفندية.
وفي يوم الأربعاء غرة ذي القعدة، كنا في بستان عبد الحكيم أفندي الشهير بشقلبها، بالنيرب على حافة ثورا، وكان معنا من الأصحاب السيد إبراهيم بن الشيخ عبد الرحمن بن الحكيم الصالحي.
وفي غرة ذي الحجة، وأوله الخميس، كنا في حديقة صاحبنا الشيخ أحمد بن محمد بن الحكيم الصالحي، والأخ الشيخ محمد بن بلبان، والقاضي محمد بن أحمد ابن الخياط الصالحي، والأخ السيد إبراهيم ابن عبد الرحمن ابن الحكيم، لصيق الخانقاه القلانسية، وقبلي المدرسة القاهرية بالصالحية، فتذاكرنا القصيدة المتقدمة، وقصيدتنا في مدح المحيي العربي، وكان نظم ذلك في زمان واحد، لا تفرقان إلا بزمن يسير.
وفي يوم الخميس الثامن من ذي الحجة، ورد قاضي الشام عبد الرحمن أفندي بالليل على ضوء المشاعل.
وفيه يوم السبت ثالثه، توفي الوالي الصالح الفارقي الشيخ عيد المجذوب، وصلي عليه الظهر بالأموي، ودفن بالدحداح قرب أبي شامة، وكانت جنازته حافلة. وقيل أصله من ترابلس الشام، عفي عنه.
وفي يوم ذلك، توفي علي باشا بن محمد الأطرابلسي الكفلي، لأن أصله من الكفا، وصلي عليه الظهر بالسنانية.
2 - 11 - 1720م
وسلطان الممالك، السلطان أحمد بن عثمان، وقاضي الشام عبد الرحمن أفندي، والباشا بالحج الشريف، والعلماء والمدرسون على حالهم.
وفيه توفي الصالح الفاضل الشيخ إبراهيم الأكرمي، وصلي عليه الظهر بالسليمية، بالحضرة المحيوية، وكان متمرضاً من مدة مديدة، ودفن بسفح قاسيون، غربي الخوارزمية وشرقي العجمية.
جمادى الأولى، أوله الأحد. يوم الخميس، ثاني عشر منه، توفي العالم الماهر المتفنن الصالح الفقيه الفاضل الشيخ محمد السؤالاتي الشافعي الخلوتي، وصلي عليه الظهر بجامع التوبة، ودفن قرب سيدي عبد الرحمن بالدحداح.
وكان له فهم ثاقب وحفظ تام لمسائل الوقائع والأحكام، قوي الجأش. قرأ في الفقه والفرائض والحساب والنحو، وأتقن الفقه غالية الإتقان، وانتهى إليه فن أسئلة الفتاوى بباب الجامع، عفي عنه.