يوميات شاميه (صفحة 88)

جمادى الأولى، وغرته الاثنين، ورد المتسلم وعزل عثمان باشا، وسكنت الفتنة التي صارت بين الباشا ودولة القلعة، وكانوا ضربوا عليه بالبارود والمدافع، وسافر بآخر الشهر.

وفي ثالث عشرين الشهر كان آخر الخلوة البردبكية الجمهورية بدمشق، وكان ختماً حافلاً آخرها يوم الخميس في التاريخ السابق.

مراد المرادي

يوم الخميس في التاريخ السابق سمع أنه، وبغرته أيضاً، توفي الشيخ مراد اليزبكي النقشبندي بإسلام بول، ودفن نواحي أيوب الصحابي رضي الله عنه.

دخول الوالي والقاضي

وفي جمادى الثاني، خامس عشره، الخميس، دخل عثمان باشا الجديد.

وفي ثالث عشرينه دخل قاضي الشام الذي كان قاضياً بالقدس، ومعه من النواب السيد جار الله أفندي من أهالي القدس، وجلس نائباً بالمحكمة الكبرى، ونائب الباب شاب رومي، وفي العونية مستقيم زاده، وذلك له مدة بدمشق.

رجب

الشيخ يونس المارديني

ثانيه، توفي الشيخ يونس المارديني، كان من طلبة العلم، مجاوراً بالمدرسة الماردية قرب الأموي، وصلي عليه بعد الجمعة بالجامع ودفن بالدحداح.

علي العمادي

وفي يوم الجمعة، تاسع الشهر المذكور، توفي السيد علي بن مولانا محمد أفندي العمادي. وكان شاباً قريب العهد بخروج لحيته، وكان ملازماً على الطلب والمطالعة، سليم الصدر صالحاً ورعاً تقياً، وصلي عليه بالأموي، ودفن بالباب الصغير.

إسماعيل جلبي

وفي يوم السبت العاشر، فيه توفي السيد إسماعيل جلبي بن السيد حسن النقيب ابن عجلان، وصلي عليه بالأموي، ودفن بالتربة غربي قناة الذبان.

الشاب معتوق الأكرمي

وفي يوم الاثنين عشرين رجب، توفي الشاب الفاضل الكاتب الطالب العلم الشيخ معتوق جلبي بن الشيخ عبد الجليل الأكرمي الصالحي بالمرض العام، وصلي عليه بعد العصر بالخاتونية، وأعلم له، ودفن بتربة الشيخ ابن العربي، أعني تربة ابن الزكي لصيق الشيخ. قرأ في الفقه والنحو والصرف والعروض، وله خط حسن وبعض نظم، وكان قريب عهد بخروج لحيته من منذ نصف سنة، وأعطي تقريراً بكتابة الصكوك لمحكمة الميدان، ووعظ وسمع في الجامع الجديد في رمضان، بعد صلاة الصبح، وقد فرغ له أخو جده القاضي محمد بن الغزالي، القاضي الشافعي.

وفي الثلاثاء يوم العشرين، أرسل إلي مولانا جار الله أفندي، نايب الدهيناتية تهنئةً في طلوع ذقن ولدنا إبراهيم، المقتضي عندهم التبجيل بقوله مؤرخاً: شعر في ابن المؤلف:

قد كسى الوجه وقاراً ومدد ... وسطا النمل على الخدّ وصدّ

وبدا الورد حجاباً مانعاً ... بانتماءٍ في حمى أبٍّ وجدّ

قلت لمّا أن تراءى بازغاً ... حفّ هذا النور بالفرد الصّمد

قال لي الصّبّ بدا تاريخه: ... ذقن إبراهيم هذّبه بحدّ

الشيخ عبد الرحيم حجيج

شعبان، أوله السبت، وقيل الجمعة، فيه في سابعه، توفي الشيخ المتعبد الناسك، الشيخ عبد الرحيم بن الشيخ محمد بن حجيج الخلوتي. أخذ طريق الخلوتي عن والده المذكور، وقام بعده على جماعته من والده، وكان يعرف بالطب والحكمة، وله حلم ومودة للناس. ثم صلي عليه يوم الجمعة ودفن بتربة الباب الصغير. وجلس بعده على جماعة والدهم، أخوه الشيخ محمد، ولبس تاج أخيه عند دفنه. وحجيج، وزن قسيم، لقب بضم الحاء المهملة وفتح الجيم المعجمة، ولعله تصغير حاج.

حسين الأكرمي

الثامن، فيه توفي الشاب الفاضل الطالب العلم الشيخ حسين بن الشيخ إبراهيم الأكرمي الحنفي. طلب العلم في بدايته، وقرأ علي في شرح الكتبي للعلامة ابن سلطان، وفي النحو الشيخ خالد. وكان له فهم وحذق، وأعاد علي بالمدرسة الخديجية المرشدية الحنفية عند غيبة المعيد في بلاد الروم إلى حين رجوعه، ولا يخلو من سلامة صدر، وصلي عليه بالسليمية ودفن بالسفح تحت العجمية، موضع والده.

محمد القارصلي

وفيه توفي الشاب محمد بن القاضي عبد الرحمن القارصلي الصالحي. وصلي عليه بالسليمية ودفن بالسفح.

محمد الناشفي

وفي ثامن شعبان توفي محمد آغا بن عمر آغا الناشفي بالمرض العام، ودفن بتربة جده محمد باشا مقابل جامع حسان.

حسين تركمان

وفيه توفي الفاضل الناظم المتنبي، حسين آغا بن تركمان حسن، وصلي عليه بالمصلى عند داره، ودفن بتربة مسجد النارنج.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015