وعليه أوقاف أهلية ونظارات وتدريس المدرسة التنكزية خلف البزورية، وعليه نظارات وعنده فقه، وله كرم وسلامة صدر، كثير النصت، وعليه نصف إمامة الرابعة بالجامع الأموي.
وفي أواخره، يوم الواحد والعشرين، كنا في بستان، فأنشدنا بعض الأصحاب بالمناسبة شعراً، ثم ذهبنا عند تمام النهار على الصفا التام، الخالي من الملام، والمتجلي عن غياهب الظلام.
القعدة، أوله الثلاثاء، بها جاء خط شريف من السلطان ابن عثمان، أحمد خان، برفع المظالم عن بلاده، وفصلوه الكلام بالخط الشريف تفصيلاً، وأطنبوا فيه إطناباً عظيماً، حال كونه متضمناً من آيات الله وأحاديثه، مشتملاً على الزجر والتخويف والتهويل. وسجل في المحكمة، وذلك كالمشاهرة والذخيرة والمشيخة ومال القتيل والضايع والردم والمشاهير، فإنها كان يأخذها الباشلي من حد الثلاثين إلى الماية وأكثر. ونودي عليها أنها بطالة، بالتركي والعربي، والمشاعلي معه ورقة مكتوب فيها المظالم التي كانت تؤخذ، والمتسلم متوقف في ذلك.
وأظن أنه لا يتم شيء من ذلك، لأنه يحتاج إلى اهتمام أهل البلد، فإذا توقف بعرض منها للسلطنة ليتكرر الكلام فيقع الجزم فيها ويحصل النتاج.
وف أوله توفي عمر جلبي الرجيحي، وصلي عليه بالأموي ودفن بالباب الصغير.
وفي يوم الجمعة الحادي عشر من الشهر، صار عبد الرحمن أفندي بن القاري مفتياً، ولزم المفتي العمادي داره، والله المدبر سبحانه، ونسأله أن يصلح أحوال المسلمين.
وفيه رفعت القمرية التي أُنشئت لرجب باشا في الجامع، أُشير إلى رفعها في فرمان المظالم، ورفعها القيجي بيده.
وفي يوم الأحد، الرابع عشر، توفي الشيخ الأفضل إبراهيم أفندي، الشهير بابن المزور، خطيب السليمية بالصالحية، وصلي عليه بجامع الورد، ودفن بالباب الصغير قرب أُويس، ولم يوجد أحسن صوتاً منه، عفي عنه.
وفيه دعينا إلى ختان ولد صغير لرجل من أصحابنا، وكان جماعة من العلماء والمشاهير كالشمس الكاملي، وولده الشيخ عبد السلام الكاملي، والشيخ أحمد الغزي المفتي الشافعي، والشيخ الصالح الفقيه العمدة الشيخ محمد العجلوني، وشيخنا التقي عبد القادر الحنبلي، المفتي الفرضي، والشيخ محمد المواهبي المفتي الحنبلي، والشيخ الفاضل الصالح الكامل الشيخ مصطفى بن الشيخ مصطفى بن سوار الشافعي، وصاحبنا الأعز السيد أحمد الدسوقي، ثم جاؤوا بالماورد والبخور، وذهب كل إله محله.
وفي ذي القعدة، يوم الاثنين، دعانا صاحبنا الأخ الشيخ، علي بن محمد البعلي، ثم الصالحي الفقيه الحنبلي، لزواج والده في الدار التي أنشأها لصيق الحاجبية عبد الرحيم جلبي الكردي، وكان في المجلس المذكور مولانا الشيخ عبد الغني النابلسي، والسيد سعدي بن النقيب مدرس الماردانية، وصاحبنا الأخ الشيخ عثمان النحاس من أفاضل المفتية الشافعي، وقريبنا القاضي عبد الوهاب بن الشيخ عبد الحي الصالحي الشهير بابن العكر، ومولانا المعتقد الناسك الكامل صادق آغا بن محمد باشا الناشفي. ثم ورد الشيخ محمد الغزي الشافعي، مدرس القصاعية، ثم ورد سيدنا السيد عبد الرحيم جلبي الرسعني، وكان أيضاً صاحبنا الأخ الأعز السيد أحمد الشويكي، والأخ الأفضل الشيخ محمد بن الشمس بن بلبان المحدث الصالحي، وسيدنا الشيخ عبد الرحمن جلبي الحنفي، إلى غير ذلك. وأنشد الرئيس الشيخ مصطفى الصالحي قصيدةً مطولةً للصرصري، ثم أخرى لمولانا محمد أفندي بن العمادي، ثم حضرت الضيافة وهيء الماورد والبخور، وانفض المجلس.
وفي يوم الثلاثاء خامس عشر من ذي القعدة نزل المطر الوسمي، والأسعار بحالها ولله الحمد.
وفيه تولى أمانة الفتوى الشيخ صادق أفندي بن الخراط الحنفي، وللمراجعات الشيخ الفاضل الشيخ صالح الجنيني الحنفي، ومعهم على وجه التردد الشيخ أمين جلبي، أخي الشيخ صادق أفندي المذكور.
وفي يوم الخميس الثامن عشر من الشهر، دعينا إلى ختان ولد صاحبنا عبد الرحيم جلبي المحملجي، بنواحي القيمرية، وكان جماعة من التجار والدخل، ثم جاء البخور والماورد، ولم يأخذ من أحد شيئاً.