وفيه وضب الباشا قمح البلد وضبطه في حواصله عند الدولة من الزعماء وأعيان الأفندية، وكانت وافيةً إلى أيام البيادر.
وفيه اشترى الشيخ محمد اليزبكي النقشبندي قصر البلاطنيسة في حكر الأمير المقدم بالصالحية.
وفيه اشتد على الناس أمر الخبز، وسكرت غالب الحوانيت، وبقي على الخبز من الرجال والنساء خلق كثير.
شعبان، في ثامن عشرة، يوم الاثنين، سافر الشيخ محمد البلخي النقشبندي إلى بلاده، وأبقى بعض جماعته، منهم من قرابته شيخه ملا إسحاق، وبينه وبين بلاده نحو سنة، وأعطاه الباشا، تختاً وأرسل مكاتيب إلى حلب وإلى بغداد وإلى أصبهان للشاه في التوصية فيه، وأن يرسلوا له مكاتيباً من بلد أخرى إلى بلاده، وفي نيته العود إلى دمشق.
رمضان، وأوله الخميس على الشك، والجمعة على اليقين، فرق ناصيف باشا دراهم على فقراء ومساكين ونساء وأولاد، ولم يبق أحداً من الفقراء، ما يبلغ نحو العشرين كيساً، ومن جملة ذلك على المدارس والخوانك والجوامع، حتى للصالحية وفقرائها ومدارسها وجوامعها، كل واحد خمس زلط وسبع وعشر وغير ذلك، وكانت جماعته تدور بالأسواق ومعهم الحوائج والرستميات والعراقي والقمصان والدراهم على الأولاد والفقراء، ولم نعلم أن أحداً وصل إلى ذلك لا في القديم ولا في الحديث.
وفي يوم الجمعة، يوم الاثنين والعشرين خطب ابن محاسن المذكور.
شوال، وأوله السبت على رؤية الهلال، ورمي نحو أربعين مدفعاً، والعادة ثلاثة.
وفي يوم السبت، الثامن منه طلع المحمل والباشا، وفي السابع عشر طلع الحلبي والأعجام، وذلك يوم الأحد في التاريخ المزبور، وفي أول العشر الثالث رجعت المزيربتية وأخبروا أن الحج بخير.
ذو القعدة رجع الشيخ محمد اليزبكي النقشبندي من الموصل متمرضاً، ورجع عن نية السفر إلى بلاده.
وفي الحادي عشر من الشهر في ذي الحجة وردت مكاتيب العلا مؤرخة في حادي عشر ذي القعدة.
وفيه وصل خبر موت مصطفى جلبي خطيب الجامع، وأنه دفن بمرحلة العلا في الطلعة.
وفي يوم السبت خامس عشر الحجة توفي حسين أفندي قاضي الشام، الشهير بوزير زاده بمرض الدم والإسهال، وصلي عليه بالأموي، ودفن قرب بلال. وكان لطيف المزاج زاهي المنظر والابتهاج، ولكن كان قليل التصرف من أجل ناصيف، وكان عرض فيه خفيةً وذكر من مساوئه، وبقي النائب وأولاده في الحكم إلى أن يرد خبر من الروم، والله أعلم.
17 - 1 - 1714م
وسلطان الممالك الرومية وبعض العربية والعجمية السلطان أحمد بن السلطان محمد خان، والباشا في الحج الشريف، والقاضي نائب الباب الرومي، والمفتي العمادي، والمدرسون على حالهم.
فيه وجهت الجوهرية. عن الاسطواني إلى السيد عبد الله، أخي السيد حسن بن عجلان.
وفي يوم الأربعاء ثامن عشرين محرم الحرام، جاء الكتاب وأخبر عن الحج بأنه بخير.
وفيه توفي الشيخ أبو بكر أفندي خطيب القنيطرة.
وفيه توفي فجأة عند كيخية الينكجرية السيد محب الله الينكجري الأتمزلي وهو يتكلم.
وفيه توفي بالصالحية عبد تكروري كان ماشياً ليس فيه شيء، فوقع وشهق ومات، وذلك في يوم واحد.
وفيه بلغ خبر بتوجيه القضاء لكبرلي زاده، وأرسل لأولاد قاضي الشام أذناً لآخر صفر، بزيادة شهر، فضبطها النائب إلى أن يتوجهوا مع الحج الرومي.
وفي يوم الاثنين ثاني صفر، دخل الحج والمحمل الشريف من غير أمير.
وكان ناصيف لما بلغه سلب مناصبه وما هو عليه، ووصول العساكر لدمشق لقتله، ترك الحج عند تل شقحب، وكان حساب الحج أن يدخل الحج يوم الجمعة آخر محرم، وخرج الناس للفرجة على جاري العادة، فجاءت الصلاة ولم يدخل أحد من الحجاج وجاء الخبر بأن ناصيف محاصر بالحج عند التل، وأن هذه العساكر لقتاله، ثم عند شقحب نادى: كل من راح قتلته.