وفيه نزل السعر عما كان عليه في الحبوب، وله الحمد والمنة.
وفيه يوم الثلاثاء سادس الشهر دعينا إلى بستان القطان بأرض المحاضر، وفيه من الحموي شيء كثير، وفي هذه السنة لم يصب الأثمار آفة، ولله الحمد.
وفي يوم الأربعاء سابع محرم، توفي من العلماء السيد أسعد بن محمد أفندي المالكي، وصلي عليه بالجامع، ودفن بالدحداح في الجهة الشرقية، قرب العارف أيوب الخلوتي.
يوم السبت العاشر، أعني يوم عاشوراء، دعينا إلى جنينة الدار المنسوبة إلى البكري في قرية جرمانا في الغوطة، مع جماعة من الخلان، وقلت فيه بأبيات.
وفي يوم الأحد، حادي عشر الشهر، كنا في حديقة يمر بها نهر بردى، مع جماعة من الإخوان إلى المساء، مع جماعة من المحبين: علي جلبي ومحمد جلبي والحاج محمد، والشيخ محمد الكفلي.
وفي يوم الثلاثاء، ثالث عشر محرم، كان درس النحو بدارنا بحكر الأمير المقدم بالصالحية من دمشق، ولما فرغنا قرأنا الفاتحة ودعونا الله تعالى.
يوم الجمعة، ليلة السبت، 16 محرم، دعينا إلى حضور الخلوة الكاينة في السادات، وهو جامع منجك.
ثم دعينا من هناك إلى بستان لضيافة بعض الأصحاب، وبتنا بالبستان المزبور إلى بكرة النهار، ولم نقم، لشغل كان حاصلاً، وإليه كل أمر، ويسمى البستان بالوادي، والطريق إليه من حمام السكاكري.
يوم 18، فرح السيد مصطفى الصفدي يوم الأحد، ودعانا إليه وحضرنا.
يوم الثلاثاء العشرين من محرم، كان الدرس المذكور وقرأنا الفاتحة، ودعونا الله تعالى.
وفي يوم السبت، رابع عشرين محرم، ذهبنا إلى قرية البلاط لعند صاحبنا يوسف، وبتنا ثلاث ليال عنده، ونزلنا بكرة يوم الثلاثاء، ومررنا على الشيخ رسلان، ودخلنا إلى عند حضرة حامد أفندي المفتي لغرض من الأغراض، وكان في داره.
وفي يوم الأحد، الخامس والعشرين من محرم، جاء جوخدار من قبل الحج، وأخبر أن الكتاب بعد كم يوم يرد، والحج يدخل يوم الأحد ثالث صفر، والمحمل رابعه، يوم الاثنين، ولم يحصل للحج من العرب شيء، وكان الأمن والرخاء كثير، ولله الحمد والمنة.
يوم الأربعاء، ثامن عشرين محرم، جاء الكتاب وأخبر أن الحج بخير.
صفر، وأوله الجمعة، يوم السادس، فيه دخل الحج.
يوم الخميس السابع، دخل المحمل، وباشة الجردة إبراهيم، وأخبروا أن العيد بمكة كان الجمعة، والوقفة الخميس، وفي دمشق، الخميس كان العيد، والوقفة الأربعاء، ونسأله القبول.
وفي الأحد، العاشر من صفر، توفي الشيخ إبراهيم بن الشيخ المتعبد المبارك بركات الرفاعي الصالحي، وصلي عليه الظهر بالسليمية، ودفن عند الشيخ عبد الهادي، العالم الولي، شمالي المعظمية والمدرسة العزيزية.
وفي يوم السبت، ثاني صفر، كنا عند صاحبنا أحمد ببستان الباسطي المنسوب لبني الصمادي، وبتنا تلك الليلة.
وهو بستان نزيه، يجعل القلب فيه نبيه، ترقرق فيه الماء كاللجين، وزاد فيه التبر الماء من العين. ونظمت فيه بأبيات ودخلناه بكرة النهار، مع جماعة من ذوي الأبصار، وكان أيام البلدي.
وفي التاريخ في يوم ذلك، أخبرني من كان معنا في السير المذكور بواقعة، أي رؤيا، ليلة الجمعة ثاني عشرين صفر، أني في جامع متكيء في مكان منه، فدخل من باب الجامع رجل ذو شيبة، فقام الرائي ليقبل يديه إجلالاً له، فقال: لا، قبل يد هذا، وأشار إلى المتكيء مكانه، سأله: من أنت؟ فقال: أبو بكر الصديق، ثم دخل إلى عند المتكيء وقال له: استوص بفلان، وهو الرائي.
فقلنا: الحمد لله على إنعام الله بالتفات الصديق إلينا بمثل ذلك، وفي الحديث: لا تزال المبشرات يراها المؤمن أو ترى له، ونسأله التوفيق بمنه، آمين.
وفي يوم الاثنين، ونحن في حديقة لبني الحكيم، فأنشدني السيد إبراهيم، من بني الحكيم، الصالحي من نظمه في ذم الزمان وأصحابه لنفسه معارضاً:
أين الكذوب من المحبّ الصّادق ... ما الهجر مثل الوصل اللذيذ العاشق
هذا الزمان، بنوه يشبه ودّهم ... لمع السراب فلست فيه بواثق
فخذ النصيحة إن أردت سلامةً ... وصد المسرّة مثل حدّ الباشق