وفيه بلغ خبر مؤكد، أن بني عثمان وأمير أشرف الهندي اصطلحوا، وبطل السفر والحمد لله. والعسكر النازل بالميدان الأخضر، لما ورد القبجي رجعوا إلى بلادهم، والحمد لله على الصلح بين الفريقين، لأن كل الطائفتين من أهالي السنة.
شوال، أوله الخميس، في سابعه توفي علي جلبي الأسطواني، وأُعلم له، ودفن بالفراديس.
وفيه بلغ خبر بأن العرب أخذت قلعة القطراني، وقتلوا كل من فيها، حتى إن منهم رجل كان يقرأ القرآن، قتلوه وهو يقرأ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
يوم الاثنين ثاني عشر الشهر طلع المحمل والباشا إلى قبة الحاج.
وفي ثالث عشره نودي على المعاملة، أن القرش بأربعة من المصاري الكبار الصاغ، والمقصوص كل ثلاثة بمصريتين، والفلوس، لا يروج إلا القسطنطيني. ونودي على الخبز بمصريتين وقطعة من الفلوس كل تسعة بمصرية، وكل ثلاثة منها قطعة، إذ لا قطعة فضية الآن، واللحم بعشرة، والرز بخمسة، واللحم بخمسة عشر غير صاغ، وتم الأمر على ذلك، فاللهم نسأله أن يرخص أسعار المسلمين.
وفي يوم الاثنين ثاني عشر شوال، توفي منصوري زاده قاضي الشام وصلي عليه بالأموي، ودفن قرب بلال.
وفي تاسع عشر الشهر خرج الوفد الشامي والحلبي.
وفي يوم الخميس، ثاني عشرين شوال، كنا في بستان المساطبي نحو الزينبية، مع بعض أصحاب من أهل العلم.
وفي رابع عشرينه، كنا في بستان ست الشام، الكاين بالسهم الأدنى، شمالي الجسر الأبيض والشبلية، وقبلي الحاجبية، مع بعض أفاضل، والمطالعة في كتاب الصادح والباغم للأديب الفاضل ابن الهبارية.
وفي ثامن عشرين شوال، وردت المزيربتية، وأخبروا أن الحج بخير، والحمل والزاد كثير.
كنا في بستان الطويل بالمنيحة، دعانا بعض الأصحاب.
وأول الشهر، كان الجمعة، وقيل السبت.
وفيه تولي العلامة أبو اللطف عبد الباقي ابن مغيزل الشافعي، من مدرسي جامع الأموي. أخذ عن ابن بلبان الصالحي وغيره من العلماء، وتوفي بداره في محلة باب الخضرا، وصلي عليه بالجامع، ودفن بالدحداح، عفي عنه.
وفيه توفيت زوجة أحمد أفندي المحاسني خطيب دمشق، وأُعلم لها.
والآن، الغوش باقي على حاله، ونسأله العتبى والمسامحة من الذنوب وغفلات العيوب وزلات القلوب، إنه بعباده غفور رحيم، عفو كريم.
وفي يوم الأربعاء، رابع ذي الحجة، كنت بمكان نزيه، فيه كل خدن نبيه، تأرجت وجنات ورده بالاحمرار، وصففت كفوف أغصانه بخواتم الأزهار، فقلت من بحر الطويل قصيدة شوقية مع حالة عشقية.
وفي عاشره، كان العيد الثلاثاء، فالوقفة الاثنين.
19 - 8 - 1728م
وسلطان الممالك الرومية وبعض العربية والأعجمية السلطان أحمد بن السلطان محمد بن إبراهيم، وباشة الشام إسماعيل باشا ابن العظم، والقاضي نائب المتوفى، والمفتي حامد أفندي، والمدرسون على حالهم. وأُعطي لأول ربيع يكون آخر المدة التي لمنصوري زاده، وقيل إن القاضي الآتي يقال له شكري أفندي، ووجهت له، وقيل، في صفر يكون نايبه.
وفي ثامن عشر محرم، تم حمام الخياطين الذي أنشأه كافل دمشق إسماعيل باشا، وكان الباشا في الحج، وعمل معلمه مولداً ودعا أكابر وأعيان، وقعدوا في ظاهر الحمام.
صفر، وأوله الثلاثاء. ثالثه دخل الحج، وهو يوم الخميس، وفي رابعه، الجمعة. دخل المحمل الشريف بكرة النهار، وأخبرنا الحجاج بأنه توفي الشيخ رجب بن محاسن الشافعي، من أهالي الصالحية. أخذ الفقه عن الشيخ محمد بن السماقي الصالحي، والشيخ محمد بن صالح الصالحي، ولازم العجلوني الشافعي وأقرأ لغاية أوان الحج، وتوفي بالزرقا، ودفن هناك.
وفيه توفي قاضي مكة بالرمثا، قبل المزيريب بنصف يوم، ودفن بها.
وأخبروا أن الوقفة كانت الاثنين كما في دمشق، كما تقدم في شهر الحجة.