وفيه في أوله، ورد قاضي الشام مصطفى أفندي منصوري زاده، ودخل ليلاً أول الهلة، ومعه ثلاث نواب، وذهب لدار العدل، وألبسه الباشا قباء سمور على جاري العادة. والله يصلح الراعي والرعية. وتوجه نواب القاضي المتوفى إلى الروم.
وفيه شرع الباشا بعمل حمام وسوق الخياطين، وكان خاناً مردوماً من قديم من نحو مائتي سنة، وحزر على نقل التراب والكيمان نحو الألف، والله يحسن الأحوال بمنه، آمين.
يوم السبت حادي عشر جمادى الأولى، وردت الخزنة من مصر ضحوة النهار.
وفي يوم السبت، فيه صلي على السيد محمد ابن الدسوقي، وكان عابداً ساكناً. وذلك بعد صلاة الظهر، ودفن بتربتهم بالباب الصغير، شرقي سيدي بلال، رضي الله تعالى عنه، وعملت صباحيته بالجامع.
وفيه أُرسل الشيخ أبو الطيب بن السيد البرزنجي إلى رودس داخل قبرص، بعد أن كان محبوساً في القلعة الدمشقية من نحو سنتين، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والله يفرج عنه آمين.
جمادى الأولى، وأوله الجمعة في أوله سافرت الخزنة للروم.
وفيه سمع أن الأمير أُويس الذي بمملكة العجم وأخرجه الشاه وتملك أصبهان، تغلب على عسكر بني عثمان، ورجعوا ولم تحصل نصرة، وهو من أهل السنة، وقع له رؤيا في قتالهم لارتكابهم مسبة الصديق والصحابة، وهم مستاهلون أكثر من ذلك، ومعه عساكر جرارة لا تحصى ومعه علماء وفضلاء، ولا يعمل شيئاً إلا على وجه الشرع الشريف، وله تنسك وتعبد سار في جميعهم كالصحابة.
وفيه ورد لأسعد باشا، ولد إسماعيل باشا ابن العظم طوخان لباشوية محروسة ترابلس، وسليمان باشا عمه عزل إلى أرزوم، ووجهت صيدا لعبد الله باشا ابن الوزير الكبرلي.
وفي نيتهم إخراج قرا متسلم سليمان من حبس القلعة، وله نحو سنتان فيما أظن، أو سنة ونصف، ويطلع على أكياس. ووقف الباشا جبر على البلاد الحورانية، وراشد النعيم على الجبلية. والله يصلح أحوال المسلمين.
رجب، وأوله الأحد، وقيل السبت، فيه جلس مدرسون الحديث في دروس الحديث.
وفيه توجه الباشا إلى ناحية القدس، وورد من الروم قبجي يوصي لابن العظم على جمال وحمل غلة نحو عسكر ابن عثمان تصل إلى بلادهم، فهربوا من وجه القبجي.
وفيه شاع أن الأمير أشرف توجه نحو بني عثمان فهربوا من وجهه، والله يصلح أحوال الطرفين إلى خير الأمرين.
شعبان، أوله الأحد، والأصح الاثنين، فيه رجعت السكمان من الأسر، وصار لهم عفو.
وفيه، فيما سمع لأبي الطيب الذي تقدم أنه سركن من جيش دمشق إلى رودس، صار له إطلاق.
وفيه أُطلق قرا متسلم. وكان محبوساً بالقلعة في دمشق.
في تاسعه، يوم الاثنين، كانت الخلوة البردبكية بدمشق، وحضر أكابر وأعيان في جملة أيامها إلى يوم الخميس، وهو يوم ثاني عشر، تقبل الله من الجميع بمنه.
وفي يوم الثلاثاء عاشره ختم مولانا الشيخ عبد الغني درس السليمية بالصالحية في التفسير، وحضره الأكابر.
وفي ليلة النصف، كان المولد بالسليمية، وحضر الخاص والعام، وبقي المولد نحو ثلاث ساعات، ودعوا وصلوا على رسوله عليه السلام، ثم ذهبوا إلى مكانهم، وكان في مطر، وكان له من يوم الجمعة.
يوم الرابع عشر كنا بالباسطية نحن وجماعة من الإخوان. وهي مدرسة نزهة بإيوان كسروي وبحرة عظيمة وقاعة بصفة قماري. والأحواض من جهة البحرة يميناً ويساراً، وهي شمال الجسر الأبيض بنحو اثني عشر خطوة، وماؤها من يزيد. وتنسب إلى الأمير عبد الباسط الظاهري، ومتوليها ومدرسها، خطيب دمشق، أحمد أفندي ابن محاسن.
يوم الأربعاء، دخل الشام حج من الروم، وذلك رابع عشرين الشهر.
وأوله الأربعاء على الشك، وصامته الحنفية والحنابلة على وجهي المذهبين.
يوم الخميس ثاني رمضان، توفيت زوجة المفتي حامد أفندي العمادي، وهي بنت المرحوم الشيخ السيد تقي الدين الحصني، عن بنت، وعمل الصباحية بالجامع الأموي، مقابل نبي الله يحيى عليه السلام.
وفي خامس عشر الشهر، دخل آخر حج الأروام، وكاتب الصر والسقا باشي وغيرهم.