أوله الخميس، أو الجمعة. وسلطان الممالك الرومية وبعض العربية والعجمية السلطان أحمد ابن محمد خان، والباشا بدمشق إسماعيل باشا ابن العظم، والقاضي نائب القاضي الآتي، وقيل توفي في طريق الروم، والمفتي حامد أفندي، والعلماء والمدرسون على حالهم.
في ثالثه، يوم الأحد، كنا ببستان الميطور، وكان أكثر المطالعة بكتاب العهود للشعراني.
يوم السبت. فيه دعانا الأخ أبو الصفا مصطفى أفندي إلى المزه، فزرنا دحية الكلبي، ثم ذهبنا ثاني يوم إلى بستان العلم بها، وكانت المطالعة في كتاب الألغاز للإمام الجراعي الحنبلي، والفروق للزريراتي الحنبلي، بقراءة الشيخ أحمد بن عبد الله الخطيب الحنبلي، وذلك في مجموع، وفيه من الفوائد ما لا يحصى.
وفي آخره نزلنا لدعوة هي لبعض أصحابنا، دعانا إليها. وإجابة دعوة العرس واجبة، وذلك يوم الأحد، حادي عشر محرم الحرام.
وفي يوم الجمعة، ليلة السبت، سابع عشر الشهر، كنا في نية الذهاب إلى المقام. وفي سبت ذاك كنا في المقام لزيارة خليل الرحمن عليه السلام، وكان أكثر مطالعتنا في العهود للشيخ الشعراني.
وفي يوم الاثنين والعشرين في الشهر، صار شوشرة بين الينكجرية ودولة القلعة وسكرت البلد.
وفي يوم الاثنين ثالث صفر، دخل المحمل، والحج دخل الأحد.
وفيه، يوم السبت أواخر صفر، توفي الشيخ الصالح المستغرق المجذوب الشيخ أحمد بن سراج، وكان من المجاذيب الكبار، وملبسه زي العقلاء، لكنه ذو أحوال ظاهرة. فإذا دخل دار أحد قال: هذه دارنا ووقف أهلنا. ويكتب في أوراق كتابةً لا تفهم، وله كشف، وربما يشتم بالسفه بعض الناس، وكان من أصحاب المقامات وأرباب الكشوفات، ودفن بالباب الصغير.
وفي آخره، سافر الصر أميني والسقاباشي على الروم ومن عادتهم أنهم يسافرون آخر شهر صفر.
وفيه بلغ أن ابن الباشا أبو طوق توفي، والباشا لا يفارق من على التربة ليلاً ونهاراً.
ربيع الأول، أوله الاثنين، فيه في عاشره بلغ خبر بأن ابي طوق توفي، وقيل أصابه الفالج.
وفيه شرع باشة الشام بعمارة خان الليمون، فجعله عشرة مسالخ يذبح فيها اللحم، لا في غيره، ما عدا الصالحية والميدان، وإليه تدبير الأمور.
مجذوب
وفيه في سادس عشر الشهر، توفي رجل من المجاذيب، فيه قرابة لبني الغزي، ويستحق في الوقف، ويأخذ قدر استحقاقه، وصلي عليه في الأموي، ودفن في الباب الصغير، وعملت صباحيته في المشهد المقابل للبير، من جهة الشرق، وعزى الناس الشيخ أحمد المفتي، حفظه الله تعالى.
شهر ربيع الثاني، وأوله الثلاثاء، فيه توفي فتح الله جلبي الداديخي في السبت ثاني عشر الشهر، توفي المذكور، وصلي عليه بالجامع ودفن بالشيخ رسلان.
تولى تدريس المدرسة الباسطية بالصالحية، والمدرسة الريحانية داخل دمشق، وطلب وقرأ أطرافاً من الفقه والنحو، وصار يتولى النيابات والقضاء، وسقط في هذه السنة عن فرسه، فحمل إلى داره مفلوجاً، إلى أن مات في التاريخ المشار إليه، وخلف كتباً نفيسةً.
وفيه بلغ خبر بوفاة رجب باشا، أنه توفي بالعجم في آخر الشهر.
سادس عشرين ربيع الثاني، ليلة السبت، توفي الشيخ الإمام الولي المعتقد الأديب الشيخ بدر الدين بن جلال الدين بن الغوث النقشبندي، ورد دمشق في سنة أربع وتسعين وألف، وأُنزل خلوة القيشاني شرقي الأموي، ومعه ابن عمه هداية الله. وكان صالحاً عابداً ساكناً مستقيماً ثابتاً، وهو من ذرية الغوث، صاحب كتاب الجواهر الخمس، وتمرض قدر سنة بمرض الاستسقاء والورم. وصلي عليه ظهر يوم السبت بالجامع، ودفن بتربة الشرقية إلى جهة الغرب، في مقابر الغرباء في تربة مرج الدحداح عند ابن عمه هداية الله، الذي توفي قبله بزمن كثير، وغسل بالمدرسة السميساطية، وعملت صباحيته بالمشهد الشرقي.
وفي سابع عشرين ربيع الثاني، يوم الأحد، توفي الباشا الذي هو عثمان باشا، الشهير بأبي طوق بصيدا، وورد بذلك ساعي.
جمادى الأولى، أوله الأربعاء، فيه، في خامسه ورد الساعي المخبر بوفاته ودفن بصيدا.