أن تجد قطرة ماء أنبت الله الماء بعيدًا عنها بقدم الطفل الصغير، فظهر بئر زمزم الذي يُجري ماءً إلى يوم القيامة، فأراد الله بكل ذلك أن يسعى الإنسان في الحياة، إن الله تعالى لم يترك الناس يطوفون بالصفا والمروة فقط، وإنما جاء في مكان ما بين الصفا والمروة أقرب إلى الصفا، وأمرهم أن يهرولوا عندها، وهو ما بين المشي والجري، حتى نتحرك ونعايش ما حدث فعلًا.
وأنا شخصيًا أكثر ما يبكيني في شعائر الحج لحظة الهرولة، أشعر أنني أجري وأهرول بين الناس، وأنا ربما أريد أن أسير بتأنٍ، ولكنني أفعل ذلك عبودية لله؛ لأن أم إسماعيل فعلت هذا ليحيي الله بها الملة، وليكون المسجد الحرام، وليعاد بناؤه، وليتفجر الماء، وليأتي الناس من كل مكان.
إن الله أراد للعبد أن يعايش التجربة، وقس على هذا كل شيء من طواف، وسعي، والحجر الأسود، ورمي الجمرات .. لكن رمي الجمرات على سبيل المثال معناه أن الفتنة التي كان الشيطان يريد أن يبثها في إبراهيم أفشلها له إبراهيم بإيمانه، فانتقل إلى إسماعيل فأفشلها إسماعيل، فقال له: لا .. فقال له الشيطان: أتترك أباك الرجل الخرف يقتلك؟! إنه يبلغ 150 سنة، وسيذبحك، راجعه، فما من إسماعيل إلا أن رجمه، فذهب إلى أم إسماعيل فرجمته، وهنا تشعر بقوة الإيمان أمام وسوسة الشيطان للبشر.