أوصى الله بالرحمة بالأرملة؛ لأن المرأة مهما كانت قوية، فهي بعد فقد زوجها تنتابها حالة من حالات الضعف البشري لذا لا بد من الرحمة بها كائنة ما كانت الظروف واتقوا الله رب العالمين.
فأرسل المرأة والصغير واللذين أرسلهما الأب إبراهيم الذى ظل طوال عمره يتمنى الذرية الطيبة، يقولى: يا رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء، ولقد تزوج من سن 20 سنة وظل يطلب من ربه الذرية سنين طوالًا، يقال إنه رُزق بإسماعيل في سن 120 أو 140 سنة، ورغم ذلك أول ما أنجب أمره الله أن يذهب بولده إلى الصحراء حيث لا ماء، ولا زرع، ولا شيء إطلاقًا، فيقين إبراهيم أولًا، وإذعانه لله والطاعة ثانيًا، وهذا من كمال الإيمان، ذهب بهما، واستجابت له زوجته وقالت له. آلله أمرك بهذا؟
إذن توكل على الله، اتركنا هنا في هذا الضياع، فإن الله لن يضيعنا برغم كل ما نحن فيه .. لكن الأمور استحكمت، وعطشت المرأة، وظلت عطشانة حتى نفد اللبن من ثدييها، فأصبح الولد لا يرضع، وعطش هو الآخر، وقد اقترب أطلاك، ورغم ضعفها فقد ظلت تسعى بين الصفا والمروة؛ لأنها كلما ذهبت إلى المروة سمعت صوتًا كصوت الماء عند المروة، فتجري إلى المروة، فإذا وصلت المروة أحست صدى صوت وكأنه آت من هناك، فتعود، وظلت كالمجنونة وهي راشدة، كالمجنونة لأنها تبحث عن الماء، فلما عجزت تمامًا بكل قواها