أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [النحل: 123]، يعني رأس المال العقدي عند المسلمين هو اتباع ملة إبراهيم، فأراد الله لكل مسلم ألا يقرأ في الكتب في بيته عند أهله عن هذه الأحداث، وإنما أن يعايشها بنفسه، بجسده، برجله، ويده، وأعصابه، وفكره، وبنظره، وبسمعه، ويسمع التلبية ويرى وهكذا، فالله يحفر العقيدة والملة، ومن أوضح الأمثلة على ذلك الصفا والمروة، ما هي الصفا والمروة، ماذا يعني الطواف بالصفا والمروة؟ وكيف يكون؟
إن الصفا والمروة قصة كبير، حيث بني الله للبشر بيتًا هو الكعبة والمسجد الحرام، وهو أول بيت وضع للناس، وبناه بأيدي الملائكة، ثم انطمس المسجد الحرام، ولم يعد أحد يعرف أين مكان بيت الله، والله يريد أن يجلّي البيت الحرام مرة أخرى للرحلة النهائية في الكون، بعد الذين ماتوا بالحجارة، وماتوا بالصيحة، والصاعقة، والطوفان، وبالخسف جاءت المرحلة التي ليس فيها إهلاك، وهي التي تبدأ من مرحلة سيدنا إبراهيم واستمرت ..
فالله يريد أن يخرج البيت الحرام للناس مرة أخرى، ولكن هناك مشكلة كبيرة وهي أن الوثنية والأصنام والأوثان تملأ الدنيا، فهل يرجع البيت الحرام ثم ظل الشرك؟
إن الله يريد التوحيد، مكانًا وزمانًا وأشخاصًا، فإذا بالله يرسل الضعيفَين هاجر وإسماعيل الصغير، وهما ذوا حيلة بسيطة؛ ولذلك