إن البشري إذا تركته لفكرة عقلية فقط دون تدريب بدني، وجسدي، وعملي، وممارسة، فإن الفكرة العقلية تظل تخفت، وتضمر، وتصغر حتى تتلاشى أو تصبح شيئًا لا يُحس، إِنما كل فكرة عند البشر تريد لها أن تقوى لا بد أن تجعل لها تدريبًا عمليًا ..
كل حياة البشر كذلك، يعني حتى في العلاقة بين الزوج وزوجته لا يظل يحبها وتحبه طوال العمر إلا إذا كان بينهما شعيرة اللقاء الجسدي، الجماع بما فيه من لذة ومتعة، وأيضًا في الفسحة أو في النزهة، أنت تذهب للبحر وتلعب كرة وتتمشى وهذا تدريب، وتشغيل للبدن، حتى في التسوق، أنا أريد أن أشتري رابطة عنق، والزوجة تريد فستانًا، والولد يريد حذاء، فيقول الأب سأشتري لكم كل هذا .. لكنهم يقولون: لا، نحن نحب أن نخرج ونشاهد الأشياء بأنفسنا فهم يريدون أن يروا وينتقوا فيعودون سعداء بالفكرة نفسها أنهم ذهبوا للتسوق ..
المصريون أحيانًا يقولون عن السائحيين إنهم مجانين فهم يأتون من آخر الدنيا لكي يشاهدوا الهرم، والهرم ليس إِلا حجارة، كانوا يستطيعون أن يقرأوا عنه ويشهدوا الصور، لكنهم يذهبون ليروه بأنفسهم ..
إذن هذه سنة بشرية أن البشري الذي يرى غير البشري الذي لا يرى، البشري الذي يعايش غير البشري الذي لا يعايش ..