يقول البعض أنا لا أفهم كيف أبطل الإِسلام عبادة الأوثان ثم يأمرنا بالطواف بالكعبة، وبالصفا والمروة وبئر زمزم، ورمي الجمرات، كيف يمكنني أن أوفق بين هذا وذاك؟!
الحقيقة أن الله -سبحانه وتعالى- له في خلقه شؤون، وهو يعلمنا التوحيد، ويمنعنا من الفساد، الإِسلام لم يطلب مني أن أكون عدوًا للحجر، إنما المسلم الذي فهم ذلك اشتط في الأمر، الإِسلام أمرني أن أكون عدوًا للمعنى الموجود، هبل هذا حجر، ولكن أنا لست ضد الحجر، أنا ضد أن يكون إلهًا.
لذلك أراد الإِسلام أن يقول لي: لا، أنت ستكون مع الله، ولكنك لا تعادي الحجر؛ لأن هذا الحجر ينطق يوم القيامة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤذن عندما ينادي للصلاة لا يسمعه حجر، ولا شجر، ولا وبر، ولا مدر إلا شهد له يوم القيامة، ويكرر ما يقوله.
إذن هذه كائنات تعبد الله بل هذه الأرض كائن حي، الله تعالى يقول عنها: إنها تحدّث يوم القيامة أخبارها، ويقول: إنها تبكي.
يقول تعالى مخبرًا عن حال بعض الناس بعد موتهم: {فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (29)} [الدخان].