لا شك أن من فضل الله تعالى على الإنسان أن تستقر عنده معالم التوحيد، ومعاني الإيمان بالله رب العالمين، فإذا استقرت عنده معالم التوحيد، فإنه يشعر تلقائيًا بالعداوة الشديدة جدًا لكل ما هو شرك، ولكل ما هو كفر، ولكل ما هو نقيض للتوحيد، فيكره عبادة الحجر، ويكره عبادة الشجر، ويكره عبادة الجن، ويكره عبادة البشر، ويكره عبادة الملائكة، ويُعبد الله وحده لا شريك له.
لهذا فإن الذين رباهم الإِسلام على التوحيد هم أنفسهم الذين يخرجون لنا بأسئلة بعد ذلك يقولون يا جماعة فسروا لنا بعض الظواهر التي قد لا نفهمها، فنحن نعرف أن الإِسلام قد حمل على الوثنية، وعلى الشرك وما إلى ذلك، ولكننا أحيانًا ننظر إلى بعض الآيات في القرآن الكريم فنجدها تأمرنا بأن نطوف بجبل، يقول الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158]، أطوف بجبل!! أطوف بحجر!! أصلي وراء مقام إبراهيم، يقول الله تعالى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] ..