كذلك في مسألة تحريم الربا قال الله تعالى: {لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً} [آل عمران:130] يقول قائل: إذن لن آخذ أضعافًا مضاعفة وإنما سآخذ فائدة بسيطة 4% في القانون المدني و 6% في القانون التجاري، وهذه القوانين مع الأسف يحكم بها القضاة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لعن الله الربا، آكله ومؤكله وشاهديه" (رواه مسلم) وقال: "هم سواء" ..
فإذا ما وصل الأمر إلى هذه الصورة يقول الله تعالى: {يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ} [البقرة:276] .. ويقول: {اتَّقُوا اللهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة:278]، وإذا كنتم لا تريدون أن تتركوا الربا {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة:279] .. إذن المسألة صارت خطيرة.
وهكذا توجد بعض الآيات التي تناسب البدايات، مثل قيام الليل، ظل قيام الليل -كما ورد عن الصحابة- فرضًا على الصحابة السابقين الأولين من المسلمين في مكة لمدة سنة .. قيام الليل فريضة، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)} [المزَّمل] .. ظل قيام الليل سنة كاملة فريضة .. فلما اشتد عود الأمة ولو بوجود الصف الأول حتى ولو كانوا قلة وأصبحوا يعرفون الله ويتوجهون إلى الله ويعبدونه فقويت