مقابل عشرة؛ لأنه قد علم أن فيكم ضعفًا، لأن الأمم التى ستأتي بعدكم لن تكون مثل هذه الأمة، فإن يكن منكم مائة يغلبون مائتين، ألف يغلبون ألفين، حتى 12 ألفا .. هنا مقاييس العدد توقفت حيث إنه لن يغلب اثنى عشر ألفًا من أمتي من قلة.
كذلك في أمور أخرى مثل الربا والخمر التي أخذت تتدرج، فإذا قال تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [البقرة: 106] يعني يأتي الحكم الجديد مراعيًا للظروف والمقتضيات التي أصبحتم عليها فتصير خيرًا لكم في واقعكم الذي تجدد الآن من الآية التي كانت قبل وجود هذا الواقع ..
مثلًا في مسألة تحريم الخمر قال الله تعالى: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43] فبدءوا يشعرون أن الخمر أجنبية على الصلاة، أجنبية على روح الصلاة، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة:219] قالوا: إذن ما نكسبه سنخسر أكثر منه بالخمر، ولكنها لم تُحرم، إلى أن وصل إلى قوله: {فَاجْتَنِبُوهُ} وليس فقط فلا تشربوه وإنما لا تذهبوا إلى ما فيه خمر، سواء تشربه أو لا تشربه كأن تجلس مع من يشربه أو تلمسه أو تحمله، هذا كله ممنوع، فاجتنبوه أشد من منع الشرب.