مات الأب وعجز، والأبناء عاجزون، وأوشك المال أن يضيع، لذا أرسل الله من يحفظه لهم، لتعلم أنه استخلاف لموسى واستخلاف للخضر، واستخلاف لأب الولدين، ولما عجز الجميع جعل الله تعالى عبدًا كهذا العبد الصالح وهو (الخضر) الذي أرسل إليه علمًا من الغيب ومن المستقبل حتى يحفظ لهما هذه الأموال ..
انظر إلى الفرض العكسي، في سورة البقرة، رجل كان بالعكس، يقول الله تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266)} [البقرة]، حديقة كبيرة وعظيمة تخرج من الخيرات أنواعًا مختلفة، والأب ظل يعمل إلى أن أدركه الكبر والعجز، ولكن أولاده مازالوا صغارًا، فهو عجز ولا يستطيع أن يعمل، وأولاده صغار لا يستطيعون أيضًا العمل، فأرسل الله تعالى علي هذه الحديقة ما جعلها تهلك بالكامل، فأصبح الأب عاجزًا والأولاد عاجزين وضاعت الحديقة.
سبحان الله! فالمال ليس مال الأب ولا مال الأولاد، وإنما هو مال الله الذي يصرفه في البشر كيفما يشاء ..