الأموال ليست إلى الأب المنفق، وليست إلى اللئام المتربصين، فأرسل الله زلزالًا، فإذا بالجدار الذي مدته الزمنية 10 أو 20 سنة؛ لأنه مبني بطوب منفصل عن بعضه أو شيء من هذا القبيل، إذا بهذا الجدار يحدث به شرخ بأثر الزلزال، وهذا ما يقول عنه التعبير الحديث (آيل للسقوط)، وآيل للسقوط بمعنى أنه يريد أن ينقض، يقول الله تعالى: {فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} [الكهف:77]، لو انقض الجدار سينكشف الكنز وتضيع الأموال، وتفسد خطة الرجل، فإذا بالله يرسل نبيًا رسولًا من أولي العزم من الرسل، وهو كليم الله موسى- عليه الصلاة والسلام - أفضل خلق الله جميعًا بعد محمَّد، وإبراهيم- عليهم الصلاة والسلام - يرسله ومعه عبد لا مثيل له في البشر وهو (الخضر)، يقول الله تعالى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65)} [الكهف]، وهو الذي ورد نبؤه في سورة الكهف، يرسل هذا النبي الكليم الرسول، وهذا العبد المتفرد ليعبرا البحر، ويذهبا إلى هناك ليبنيا للولدين الصغيرين اللذين مازالا غافلين عن الأمر يبنيان لهما الجدار حفاظًا على الأموال.
فالله -سبحانه وتعالى- حينما رزق الأبناء بالأموال عن طريق الأب، لم تكن أموال الأب، ولكنها أموال الأبناء آتاها الله للأب، فلما