حتى لا يصبحوا جميعًا كافرين {لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ َ (33)} لجعلنا لهم بيت ذهب وفضة وسلالم ومصاعد، وكنا أعطينا وأغدقنا، ولكن الناس لو أخذوا أموالًا بغير حساب لبغوا في الأرض؛ لأنه يوجد عباد لا يصلحهم إلا درجة محددة من درجات العطاء فالله يعطيها لهم، ويأخذ على قدر ما يصلحهم ..
وأعلم أنه إذا مات العبد المنفق لن يموت الفقير الذي كان ينفق عليه الغني، وتدلنا آيات القرآن على أمر عجيب، أنه عندما يعجز الغني أو يموت تجد أن الله يرسل للفقير من يصلح شأنه، وذلك في سورة الكهف إذ كان هناك أب ظل طوال حياته يجمع الكنز وينمي الثروة، ثم جاءه الموت وكان له ولدان صغيران، والبلد الذي كان يسكنه كان بلدًا سيئًا جدًا، وأهلها سيئون ولئام، لدرجة أنهم لا يطعمون الضيف، {اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا} [الكهف: 77] فلما وجد الأب أنه سيموت وأن أهل القرية لئام، ومعنى ذلك أن الثروة سوف تضيع، فجمعها ودفنها في الأرض وبنى فوقها بناء، وقال لنفسه: والله هذا البناء سيظل عشر سنين -لأنه بناه بطريقة معينة- وعندما يكبر ولداي ويريدان أن يتزوجا سيوسعان الدار ويهدمان الجدار ويجدان الكنز، لكن الله أراد أن يقول إن حركة