وفي واقعة أخرى يأتي أبو بكر الصديق السيد ومعه أبو سفيان قائد جيش المشركين والذي حارب الرسول صلى الله عليه وسلم طوال فترة الحرب بين قريش وبين الرسول صلى الله عليه وسلم .. وأبو بكر السيد أتى بأبي سفيان السيد وكان أبو بكر طامعًا في إسلامه لأنه لو أسلم قائد جيش ودخل في الإِسلام فهذا عزة للإسلام .. فسار به أبو بكر للرسول صلى الله عليه وسلم وفي الطريق كان هناك ثلاثة من العبيد جالسين فقال أحدهم: يا سبحان الله أمازال يعيش والله إن السيوف لم تشبع من الرقاب، ألا إن سيوف الله لم تشبع بعد من رقاب بعض عباد الله، كلمة غليظة يسمعها أبوسفيان، فاحمر وجه أبي بكر وغضب؛ لأن المصلحة التى ستكون بسبب إسلام أبي سفيان توشك أن تطيش بسبب كلمة مثل هذه ..
وذهب أبو بكر للرسول وقال له: انظر يا رسول الله ما قاله فلان وفلان، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "يا أبا بكر فلعلك آذيتهم" إياك أن تكون قلت لهم كلمة تؤذي مشاعرهم لأن رب العالمين عاتب رسول الله في عبد اسمه عبد الله بن أم مكتوم ففيه نزل: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4)} [عبس]، فقال: لا والله يا رسول الله ما آذيتهم فقال: "إنك لو آذيتهم لآذيت الله ورسوله".