إذن الإِسلام أعطى الأسير الحياة بدل القتل، وأعطاه الحرية بدل الأسر والسجن، وأعطاه الإِسلام بدل الكفر، ثم أعطاه النعمة الرابعة وهي أن الإِسلام أغرى المسلمين بإعتاق العبيد .. وبهذا يكون قد سد الإِسلام كل المنافذ التي تؤدي إلى الرق وفتح كل المنافذ التي تؤدي إلى الخروج من الرق ..
فمن جامع امرأته في نهار رمضان فتحرير رقبة .. ومن حلف بالله ثم أراد أن يتحلل من قَسَمه فكفارة الأيمان تحرير رقبة .. كفارات كثيرة في الإِسلام تحرير رقبة لدرجة أخرجت العبيد إخراجًا شبه كامل من الرق، فكان يجب أن يكون هناك بديل لتحرير الرقبة لأنه لن توجد رقاب لتُحرر لأنها قد حُررت بالفعل، يقول الله تعالى: {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ} (لأنه ما عاد هناك أرقاء بسبب هذه الكفارات) {فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ} [المجادلة:4] إنما قبل إطعام المسلم المسكين وكسوة المسلم الفقير ذكر الله عتق الرقبة حتى لو كان غير مسلم ..
وبعد أن أعطاهم الإِسلام أربع نعم وهي نعمة الحياة بدل القتل .. ونعمة الحرية بدل الأسر .. ونعمة الإِسلام بدل الكفر دون إكراه .. ونعمة التحرير بعد ذلك .. أمر الإِسلام أن نكرم الرقيق المسترق في فترة الرق والعبودية وهي الفترة الطارئة .. وليست هذه فترة استمرار لأن الإِسلام لن يجعل هذا الإنسان مستمرًا في الرق وإنما هي فترة