إذن كل العلاقات إذا كانت طيبة بينها وبين بعضها تتواصل، وإذا حدثت فيها مشكلة تنفصل، فإذا جاءت العلاقة الزوجية على العكس من ذلك فإنها تكون قد صادمت حياة البشر .. وصادمت سنة البشر ..
ولذلك فإن الإسلام مكن من فصم عرى الزوجية إذا استحكم هذا الخلاف، مكن الرجل وكذلك مكن المرأة من ذلك .. المرأة تلجأ إلى الخُلع، بأن تقول: أنا ليس عندي سبب للطلاق، ولكنني أريد أن أطلق؛ لأنني لا أحبه؛ لأنني أكره أن أعامله معاملة سيئة .. لا أستطيع .. فتحصل على الطلاق حتمًا، والرجل يريد أن يطلق فيطلق.
إذن مكن الإسلام الرجل والمرأة من الطلاق، فالمسألة فيها عدالة .. فإذا طلبت المرأة الطلاق تتحمل تبعاته المالية، وهنا تتنازل المرأة عن حقوقها المالية، وإذا طلب الرجل الطلاق يتحمل هو تبعاته المالية .. حيث يدفع المؤخر، والنفقة، والمتعة وما إلى ذلك.
إذن هنالك عدالة .. هذا له حق، وهذه لها حق .. هذا يتحمل تكلفة قراره، وهذه تتحمل تكلفة قرارها ..
إلا أن الإسلام في حقيقة الأمر يقف موقف المقاوم من الطلاق، ونحن نعرف الرجل الذي جاء إلى النبي- صلى الله عليه وسلم - يقول له: يا رسول الله أريد أن أطلق زوجتي .. قال له: أمسك عليك زوجك واتق الله، وحين قالت الزوجة: لا أريده، وصممت على الطلاق، والزوج كان يحاول معها بكل قوة، قال الرسول - صلى الله