فهنا يستجاب للعبد بهذه الصورة بأن يكشف عنه من البلاء بقدر ما دعا.

الصورة الثالثة أن يدخر الله له ثوابًا لا تدرك درجته يوم القيامة إلا بقدر دعائه.

إذن أنا لا أدرك إلى أي مدى سوف يعطيني الله الثواب يوم القيامة، لأنه منع عني، مع أنه لم يمنع عني إلا رحمة بي ولمصلحتي، ولكنه يمنع عني لمصلحتي، ويأجرني على أنه لم يعطني ما طلبته .. هل هناك رحمة أوسع من هذا؟

ولذلك قد يدعو إنسان ويحترق قلبه، ويقول: يا رب، زوجني هذه الفتاة، وهو لا يدري أنها منحرفة مثلًا، أو لا يدري أنها ستكون عبئًا ثقيلًا عليه، أو ستكون هناك مشاكل، أو يقول: يا رب أعطني مالًا وفيرًا كثيرًا وهو الآن يرزق بمال قليل، ولكنه يعبد الله وحياته في طاعة، ولكن إذا رُزق بمال كثير ربما يطغى، وابنه يشرب مخدرات والآخر خمرًا وهو نفسه يترك الصلوات .. فالله يحمي عبده المؤمن بأن لا يعطيه ما سأل ..

إذن إذا قدر الله أن يستمر المرض أو يستمر الفقر فإن هذا هو الخير، فقد أكون الآن فقيرًا، ولكن أقول: اللهم كف الفقر عني، اللهم إن عافيتك أوسع لي، اللهم رد الدين عني، فيتوقف، فينزل المرض أو الفقر، ولكن الدعاء يوقف استمرارهما.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015