ولذلك ينبغي ألا يعلق العبد على شيء يجهله، الله يعلم الذي سيحدث ولكن أنت مكلف، فمثلًا أنا أتوقع أن هذا الولد سيكون الأول في الثانوية العامة، لأنه متفوق وذكي وممتاز .. فهل يتوقف الولد ويقول: لن أذاكر؛ لأنه متوقع لي أن أكون الأول على الثانوية العامة .. أم يأخذ بالأسباب لأنه يعرف أنه سيصل إلى هذه النتيجة بتوقع أستاذه له لما فيه من صفات الخير؟

فكذا حال العشرة المبشرين بالجنة، لما علموا أنهم مبشرون بالجنة؛ لأنهم يجتهدون في العبادة ويطيعون الله ويحبون الله ويتوجهون إليه زادوا من ذلك كله.

فأنت كذلك، علم الله في علمه أنه سيشفيك بما توجهت به، لكن بالدعوات، وبالصدقات وبكذا وبكذا؛ لأنك أنت لا تعلم ما هي الوسائل التي من أجلها علم الله أنه سيشفيك، ولكن أنت تريد أن تتحدى القدر، تقول: طالما علم الله أنه سيشفيني فلن أتصدق ولن أدعوه، وهذا إنسان يحادد الله، ويبارزه، ويتحداه، حاشا لله.

لذلك إذا علم الإنسان من قدر الله شيئًا فيعلم في ضوء القدر، فما بالك أنه لا يعلم، من أدراك ما هو القدر؟

فإذا علم العبد قدر الله - عز وجل- له فإنه ينبغي أن يستحي من الله، ولا يزداد بطرًا، فالنبي- صلى الله عليه وسلم - لما علم أن الله يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، شعر بأنه يريد أن يتأدب مع الله،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015