فعل فلن تسمح له أن يطير، رغم أنه قال لك: لا ... لابد أن أفعل .. أنا أريد، وأيضًا لو أرإد أن يمسك شيئا مثل الصودا الكاوية ظنًا منه أنها لبن فعندما تأتي الأم لتأخذها منه يبكي، ومهما بكى فالأم لا تعطيه الصودا الكاوية لأنها تحميه وتخاف عليه.
إن الله تعالى قد يحمي عبده المؤمن .. فالله تعالى يقول: {وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ} [الإسراء: 11] ويقول: {وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} أحيانًا يستجعل الشر {وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ} [يونس: 11] فالله رفيق بهؤلاء العباد، رحيمّ رؤوف، حنان منان، فيمنعهم هذا ويعطيهم بديلًا للشر الذي طلبوه.
وفي الحديث القدسي أنه يستجاب للعبد بإحدى ثلاث، يعني الله تعالى يجعل الاستجابة بصورة من ثلاث صور .. الصورة الأولى: وهي المعروفة أن يعطيه ما دعا به .. يا رب أعطني فيعطيه ..
والصورة الثانية ألا يعطيه، ولكن يكشف عنه من البلاء بقدر ما
دعا، مثل أصحاب السفينة وما فعل الرجل الصالح إذ أفسد لهم
السفينة وخرقها وكانوا متضايقين، ولكن لو كانت سليمة لغصبت
السفينة كلها، لأن الملك كان يأخذ كل سفينة سليمة اغتصابًا، ولكن
لأنه أفسدها بقيت لهم، وبعد ذلك أصلحوها بلوحين من خشب.