عليه، أو ليرى الناس ذلك، ولذلك سيدنا عمر بن الخطاب قال: لو وجدتم الرجل يطير في الهواء أو يسير على الماء فحكّموا عليه كتاب الله ..
لماذا؟ لأن هذه الكرامات لا تجعل لصاحبها استثناء، مثل من يقال له لماذا لا تحج؟ فيقول: حي .. هناك قوم يريدون الحج فيذهبون إلى الكعبة، وقوم يريدون الحج فتأتي الكعبة إليهم .. ما هذا؟ إنه نقض لفريضة الحج وركنية الحج.
لا يصلح أن تنقض فريضة الحج ولا ركن الحج، وإنما الكرامة كرامة لا تُوظف ولا تُستغل ولا يُستفاد منها ..
لا تُستغل في دعوة فلا يقال عنها إنها على سبيل التحدي، كما ذكرنا عن مريم أنها لم تقل إنني سآتيكم بالفاكهة فآمنوا معي، لا .. وإنما هي كرامة لمريم، والصحابي الذي كانت تأتيه قطوف العنب وما بمكة حبة عنب لم يقل إنني أفضل منكم، وعمر بن الخطاب الذي سمع أو رأى الجيش بقيادة رجل اسمه سارية، رآه من بعيد والجيش في الشام، وسيدنا عمر في المدينة، ورأى الجيش يكاد تقع به الحيلة، فقال عمر: يا سارية، الجبل الجبل .. أي الجأ إلى الجبل، وإذا بسارية الشام يسمع صوت عمر ويفعل هذا، إنها كرامة لعمر وكرامة لسارية، ولم يقل أحد