أوانها، قالى تعالى: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا} [آل عمران: 37].

إذن ما الفرق بين المعجزة الخاصة بالنبي والكرامة الخاصة بالولي؟

هناك فارق كبير، وهو أن المعجزة تأتي على سبيل أنها خارقة لقدرات البشر، معجزة لقدرات البشر، لا يستطيعونها، ولا يستطيعون تقليدها، ويستطيع النبي الذي سيقت معه هذه المعجزة أن يقدمها كلما طلبها كدليل على دعوته.

فسيدنا موسى لما جُمع له السحرة قال لهم موعدكم يوم الزينة وأن يُحشر الناس ضحى، وذهب ومعه العصا، قال تعالى: {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى (65) قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69)} [طه].

أما الكرامات فإن صاحبها لا يملكها، ولا يقدمها على سبيل الإعجاز، ولا على سبيل التحدي، فالسيدة مريم لم تقل إنني سآتي لكم بفاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف لتصدقوا كذا، لا .. وإنما الكرامة نوع من الإكرام لولي من الأولياء، نوع من إفاضة الخير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015