وظلموا وهذه الفئة جمعت بين الكفر والظلم .. إذن الله لا يهدي الكافرين, الله لا يهدي الفاسقين, الله لايهدي الظالمين، ولا يهدي المنافقين, ولا يهدي المتلاعبين، ولا يهدي من هو مسرف كذاب، ولا من هو كاذب كفار ..
إذن هي فئات ذكرها الله تبارك وتعالى، حتى عندما ذكر عن قوم {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} [المائدة: 42] .. وقوله: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ} [المائدة: 41] ثم قال عن هذه الفئة: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ} [المائدة: 41].
لذا حينما تسمع قوله تعالى: "إن الله يضل من يشاء" إياك أن تعتقد أنها فئات مجهولة، أو مسألة متروكة للهوي .. وإنما هي سنن وقواعد وقوانين ومعايير أوحاها الله إلينا، وعرّفنا بها, ولكننا نمر علي آيات القرآن, ولا نقف عندها برغم وضوح الرؤية في آيات القرآن بشأنها ..
أما الهداية .. سبحان الله! فقد ذكرها الله تعالي أيضًا تحديدًا حتى نعلم أن الآية تحيل إلى آيات أخرى؛ لأن العبرة بمجمل آيات القرآن، مثلًا يقول الله -سبحانه وتعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)} [الزمر] ..