أسرفوا على أنفسهم في المعصية والكذب، {إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر: 3]، فالآيات محددة والمسألة ليست مطلقة كأن يختار الله مثلًا فلانًا ليهديه، وفلانًا فلا يهديه، لا .. حاشا لله أن يكون الأمر بهذه الصورة، وإنما هو معيار منضبط، {وَأَنَّ اللهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} [يوسف: 52]، مع أن هذه الآية لها أيضًا بعد آخر، {إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ لَا يَهْدِيهِمُ اللهُ} [النحل: 104]، يعني هم اتخذوا قرارًا بالكفر فأصبحوا خارج دائرة الهداية، اتخذوا قرارًا بالظلم، فأخرجوا أنفسهم خارج دائرة الهداية، هذا قرارهم المسبق، هم اتخذوه، هم أسرفوا، هم كفروا، هم خانوا .. {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (137)} [النساء] الآية ذكرها الله عن المنافقين، إذ إنهم يتلاعبون بالدين .. {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (137)} [النساء] إذن هم فئة محددة، متلاعبة بالدين؛ لذلك فإن الله يضل من يشاء لأنهم استحقوا هذا الإضلال .. يقول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168)} [النساء] في الآية الأولى "ولا ليهديهم سبيلًا"، وفي الثانية "ولا ليهديهم طريقًا" .. إن الذين كفروا