الإجابة عليهم، {قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران: 183].
إذن فالآيات لا تفيد معكم أنتم تقتلوق الأنبياء، أنتم تفكرون وتركزون عقولكم ثم تطلبون شيئًا محددًا فيأتيكم ثم تقتلون من جاءكم به ..
إذن بالعكس فإن الآيات اتضح أنها لا تنفع، معنى ذلك أن الله عندما كان ينزل الآيات، حاشاه ذلك سبحانه، كان مخطئًا، معنى ذلك أن الله لم يكن يعلم أن الآيات لم تكن تنفع فكان ينزلها ثم اكتشف- حاشاه ذلك سبحانه وتعالى- أن الآيات لا تنفع فامتنع، لا ..
وإنما معناه أن الآيات لازمة فعلًا، المعجزات لازمة بالفعل .. لكن لازمة لصنف معين من البشر وهو الذي يكون لديه مقاييس؛ لأنه ليس كل من يقول إنه رسول الله سيُصدق، فربما أتى من يدعي ذلك، فلابد أن يُقدم له معجزة أو دليل، فإذا قُدم وكان مستقيم المقاييس متجردًا، ليس عنده هوى ولا عداوة، فإنه سيؤمن بأن المعجزة بينة .. لكن إذا كان سيئًا ومهما فعلت معه لن يؤمن مثل اليود، {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} [البقرة: 146]، ومع ذلك كفروا به، مع علمهم اليقيني به؛ لذلك فإن المعجزة ضرورة ولكن لصنف من البشر يتسم بكونه مستقيمًا متجردًا، مستقيم المقاييس، ولا تلزم الصنف الفاسد.