بل أكثر من ذلك حين سخر الله الجن لسليمان، كفروا بسليمان، فماذا يريدون أكثر من ذلك؟ {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ} [البقرة: 102].
وإبراهيم - عليه السلام - أخرجه الله تعالى من النار، َ وَقال للنار: {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69)} [الأنبياء: 69] {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ (70)} [الأنبياء]، ومع ذلك بمجرد أن خرج من النار أصر قومه على كفرهم.
وموسى أحيا لهم الميت، ضربه بالبقرة فأحياه لهم، ومع ذلك كانت النتيجة {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة: 74] .. فالآيات لا تأتي معهم بأي نتيجة، أكثر من ذلك ما حدث مع عيسى - عليه السلام - فإن الله -سبحانه وتعالى- جعله يحيى الموتى بإذنه، ويبرئ الأكمه والأبرص بإذنه، ويعلم بعض الغيب بإذنه، فماذا فعلوا بعد هذه الآيات المعجزة؟ ما كان منهم إلا أنهم طلبوا أن يقتلوه وأن يصلبوه.
إذن الآيات لم تأتِ بنتيجة مع الكفار، إنهم بمجرد أن يتبين لهم صواب الآية يكفرون بصاحبها على الفور.
حتى من ذكرهم الله بقوله: {الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ} [آل عمران: 183] كانت