لماذا لم يستجب لهم الله؟
ولقد صعد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى السماء فعلًا في رحلة الإسراء والمعراج، ونزّل الله عليه آيات ونزل بها، فلماذا لم يرد عليهم، وتقول لهم: إن ما طلبتموه قد حدث فعلًا؟ والعجيب أن هذه الآيات وردت في سورة الإسراء، والسورة أولها {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا} [الإسراء: 1] تتكلم الآية عن الإسراء، تلك الرحلة العظيمة التي لا مثيل لها، وفي وسط السورة تذكر أن الكفار طلبوا هذا، والإِسلام يرفض أن يريهم إياها .. فلماذا؟
ثم طلبوا شيئًا آخر: {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ} [هود: 12]، لماذا لم يقل لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - لقد أراكم الله الملائكة في بدر، لقد رأوا جبريل أتى يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - ما الإِسلام، وما الإيمان، وما الإحسان، ومتى الساعة، وما أشراطها.
السبب أن تجارب البشر قبل الإِسلام أثبتت فعلًا أن البشر لا تنفعهم المعجزات إذا كانوا يريدون الكفر، ومقاييسهم فاسدة، المعجزات لم تنفع معهم، لم تصلح.
مثلًا في قصة سيدنا صالح أرسل الله مع صالح ناقة فاهمة، تعرف كيف تتفاوض مع البشر وتقسّم بينهم، فلما أيقنوا بالآية ورأوا أن الآية بينة وواضحة جدًا قتلوا الناقة، عقروها وذبحوها، هل آمنوا بها؟ كلا