السابعة عشرةدعاؤه صلّى الله عليه وسلّم بحبها كمكمة وأشد، وتسميتها بالحبيبة وغيره مما تقدم، ودعاؤه أن يجعل الله له بها قرارا ورزقا حسنا.
وأنه كان إذا أقبل من مكة فكان بالأثاية طرح رداءه عن منكبيه وقال «هذه أرواح طيبة» كما تقدم.
بالبركة وغير ذلك.
وكونه لا جزاء فيها على القول به دليل عظيم حرمتها حيث لم يشرع فيها جابر.
الحادية والعشرون تأسيس مسجدها الشريف على يده صلّى الله عليه وسلّم وعمله فيه بنفسه، ومعه خير الأمة المهاجرون الأولون والأنصار المقدمون.
الذي أنزل الله فيه لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ [التوبة 108] .
وفي رواية «ما بين منبري وهذه الحجر» يعني حجره صلّى الله عليه وسلّم وسيأتي بيان أن ذلك يعم مسجده صلّى الله عليه وسلّم على ما هو المشهور بين الناس في تحديد المسجد الشريف؛ ولهذا قال بعضهم هذا المسجد هو المسجد الذي لا تعرف بقعة في الأرض من الجنة غيره.
وأن قوائمه رواتب في الجنة، وفي رواية «ومنبري على حوضي» .
رواه الطبراني في الأوسط.
وأن الخارج إليه من حين يخرج من منزله فرجل تكتب حسنة ورجل تحط خطيئة.
كما سيأتي.
فسائر أفعال البر كذلك كما قيل به في مكة، وبه صرح أبو سليمان داود الشاذلي في الانتصار، ثم رأيته في الإحياء، قال إن الأعمال في المدينة تتضاعف، قال صلّى الله عليه وسلّم «صلاة في مسجدي هذا» الحديث، ثم قال فكذلك كل عمل بالمدينة بألف انتهى، وقال ابن الرفعة في المطلب وقد ذهب