فأقام بها ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر وهو لحيّ، فولي أمر مكة، فهذا يقتضي أنهم إنما افترقوا من مكة، ولا شك أن منها افترق الذين وصلوا إليها.
وقال ياقوت: إنهم لما ساروا من اليمن عطف ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السما بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن الراد بن الغوث نحو الحجاز، فأقام ما بين الثعلبية إلى ذي قار، وباسمه سميت الثعلبية، فنزلها بأهله وولده ومن تبعه، فأقام هناك يتبع مواقع القطر، فلما كثر ولده وقوي ركنه سار بهم نحو المدينة وبها يهود فاستوطنوها؛ فأقاموا بها بين قريظة والنضير وخيبر وتيماء ووادي القرى، ونزل أكثرهم بالمدينة.
قد قدمنا انتسابهم إلى عمرو مزيقياء، وانتساب عمرو إلى قحطان.
وقال ابن رزين نقلا عن الشرقي: أصل الأنصار الأوس والخزرج وهما من ولد ثعلبة بن عمرو بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يعرب بن قحطان، وكأنه سقط من النسخة بعد الغوث «بن نبت» فإنه بين مالك والغوث كما قدمناه، وجماع قبائل اليمن تنتهي إلى قحطان، وقحطان اختلف في نسبه، فالأكثرون قالوا: إنه عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وقيل:
هو من ولد هود نفسه، وقيل: ابن أخيه، ويقال: قحطان أول من تكلم بالعربية، وهو والد العرب المتعربة، وأما إسماعيل فهو والد العرب المستعربة، وأما العرب العاربة فكانوا قبل ذلك كعاد وثمود وطسم وجديس وعمليق وغيرهم، وقيل: إن قحطان أول من قيل له:
أبيت اللّعن»
، وعم صباحا. وذهب الزبير بن بكار إلى أن قحطان من ذرية إسماعيل عليه السلام، وأنه قحطان بن الهميسع بن تيم بن نبت بن إسماعيل عليه السلام، ويدل له تبويب البخاري بأن نسبة اليمن إلى إسماعيل، وأورد فيه الحديث المتضمن لمخاطبة النبي صلّى الله عليه وسلّم بني أسلم بأنهم من بني إسماعيل، وأسلم هو ابن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس صاحب النسب المتقدم، فدل على أن اليمن بني قحطان من بني