رقاب الشعب الليبي, ومن ثم بعد أن كبر أبناءه الجرذان الذين رباهم على الشر زاد الطين بله على الشعب الليبي, فأطلق لهم العنان ليعيثوا في ليبيا وفي الأرض الفساد والخراب, فكانوا مضرب المثل في السفاهة والإجرام والفساد والتكبر والاستهتار بكل القيم والمفاهيم التي تحفظ كرامة الإنسان وترتقي به, فكانت أفعالهم مخزية في الداخل والخارج, فهل سيأتي من الجرذان خير فأخذوا يقرضون مقدرات الشعب الليبي, وأراد الجرذ الكبير أن يُورثهم ليبيا أرضاً وشعباً وكأنه يورثهم مُلكاً خاصا به ورثه عن أبيه الذي يوجد أكثر من رواية من هو أباه وعن أصله وفصله والرواية الأكثر مصداقية بأنه ابن يهودية وما فعله في ليبيا وشعبها تؤكد هذه الرواية, واعتبر أن إصلاح البشرية لا يمكن إلا بتطبيق ((النظرية العالمية الثالثة)) وليس ((كتاب رب العالمين)) وكيف لا وقد توج نفسه إلهاً أخر في الأرض والعياذ بالله فقد أراد أن يشارك الله في ملكه

((وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون))] البقرة: 11+12 [

وكانت ((نظريته العالمية الثالثة)) تستهزئ بآيات الله, فهو قد أنكر السنة, وكان يشتم الصحابة, ولكن الله كان له بالمرصاد, فخاب كل جبار عنيد, فكان هذا الطاغية المتأله يدّعي بموجب ((نظريته العالمية الثالثة)) بأنه لا يحكم وإنما الجماهير هي التي تحكم, وبأنه ليس إلا ((مفجر عصر الجماهير ومحرض على الثورة)) وبأنه قائد أممي, وبأن السلطة والثروة والسلاح بيد الشعب, وفي الحقيقة ما هو إلا مغتصب للسلطة والثروة والسلاح, وأما الجماهير لم يكنلها إلا الوهم والسراب والخوف والرعب والجوع والفقر والتخلف, وعليها أن تنادي باسمه وتلبي له ليلا ونهارا وليس لها إلا ما يمن به عليها وما يسد رمقها, وبموجب نظريته هذه ظن أن لن يقدر الله عليه فشارك الله في أمره وفي ملكوته, فسمى نفسه ((ملك الملوك)) وأن البشر كلهم عبيده, فصار يقول عن نفسه بأنه ((زعيم العالم)) وبأنه لا يقبل أن يكون زعيم ليبيا فقط ,مُحقراً ليبيا وشعبها وبأن الناس أجمعين يُحبونه ويتمنون رضاه, وبأنها على استعداد أن تموت من اجله وفي سبيله طلبا لمرضاته ودفاعا عن ((نظريته العالمية الثالثة))

طور بواسطة نورين ميديا © 2015