فعلم من هذا أن الردة تلحق المسلم القائل ألفاظ الشهادتين العامل بالأركان، وهو مذهب أهل العلم جميعهم، لا خلاف بينهم في ذلك.
والحنفية أكثر الفقهاء توسعاً في باب المرتد رعاية لجانب تعظيم آيات الله ودينه؛ حتى أنهم ليكفرون بألفاظ فيها نوع ترك التعظيم والاحترام الواجب لله ورسوله ودينه وعلماء المسلمين وعلومهم. فهاك نبذًا مما قاله ابن نجيم الحنفي في كتابه: " البحر الرائق شرح كنز الدقائق " (5/119-125) :
" ويكفر إن اعتقد أن الله يرضى بالكفر، وبقوله: لو أنصفني الله تعالى يوم القيامة انتصفت منك، أو إن قضى الله يوم القيامة، أو إذا أنصف الله، وبقوله: بارك الله في كذبك. . . وبقوله: الله يعلم أني فعلت كذا وهو يعلم أنه ما فعل. . وبإتيان الكاهن وتصديقه، وبقوله: أنا أعلم المسروقات، وبقوله: لا أعلم أن آدم عليه السلام نبي أو لا. . . ويكفر من أراد بغض النبي صلى الله عليه وسلم بقلبه. . . ويكفر بقوله: إن كان ما قال الأنبياء حقاً أو صدقاً.
وبرده حديثاً مروياً إن كان متواتراً، أو قال على وجه الاستخفاف؛ سمعناه كثيراً. . .، وباستخفافه بسنةٍ من السنن.
وبإنكاره إمامة أبي بكر -رضي الله عنه- على الأصح، كإنكاره خلافة عمر -رضي الله عنه- على الأصح، لا بقوله: لولا نبينا لم يخلق آدم عليه السلام، وهو خطأ.
وبقوله: لا أترك النقد لأجل النسيئة، جواباً لقوله: دع الدنيا للآخرة. . . ويكفر بإنكاره أصل الوتر والأضحية، وباستحلال وطء الحائض.
ويكفر باستحلاله حراماً علمت حرمته من الدين من غير ضرورة لا بفعله من غير استحلال. . .، وبقراءة القرآن على ضرب الدف أو القضيب، وباعتقاد أن القرآن مخلوق حقيقة، والمزاح بالقرآن كقوله: والتفت الساق