هذه مفاهيمنا (صفحة 118)

المفاهيم: " إن هذا سبب" كذب على الشرع، فإن الله لم يجعل هذا سبباً لقبول الدعاء ولا أمر به ولم يشرعه لعباده.

ومن توجه إلى كتاب الله وتفقه فيه وتبصر بآياته وما أخبر الله فيه عن عقائد المشركين وعقائد الموحدين، وأحوال الرسل مع أقومهم وما يتصل بذلك من بيان التوحيد والشرك فإنه من المهتدين حقاً.

وسيقوم بقلبه من محبة الله وتوحيده، وتعظيمه وطاعته ما به يصل برحمة الله إلى اليقين في الدنيا، والجنة والنعيم في الآخرة.

اللهم! يسر لنا أسباب ذلك منة منك وتكرماً.

قال صاحب المفاهيم ص25:

"وإذا وجد في كلام المؤمنين إسناد شيء لغير الله تعالى يجب حمله على المجاز العقلي، ولا سبيل إلى تكفيرهم " اهـ.

أقول: يعني بهذا أن من قال للنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته: أستغيث بك يا رسول الله! إذا كان القائل موحداً فيجب حمله على المجاز العقلي، إذ لا يعقل استغاثة موحد بالأموات على سبيل الاستقلالية عند الكاتب.

بل المعنى الذي طلبه المستغيث هو التسبب، وهذا المعنى كثير وروده في كتاب " مفاهيم يجب أن تصحح "، والحق ينبني على أن هذه المقدمات والأمور التي يعلل بها للمستغيثين باطلة مقدماتها، وباطلة نتائجها، وكشف ذلك يتم بأمرين:

الأول: أن يقال: ومن قال إن المستغيث والداعي إذا قصد التسبب لا يكفر، بل القرآن لما كشف حال العرب أعلم أنهم لم يكن شركهم إلا بقصد التسبب لا الاستقلالية، كما قال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّوَهُم مُّشْرِكُونَ} [يوسف: 106] ، أي: وما يؤمن أكثرهم بأن الله هو خالقهم وما يعملون، وهو المحيي المميت، وأنه الذي يجير ولا يجار عليه إلا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015