عقيب ذلك خمرا، فاستحال خلطا رديّا لزم منه الفراش، وتنوّع مرضه، وضعفت قوّته، وهو كل يوم إلى وراء حتى أرجف بموته، وغلّقت الأسواق حتى نادى الوالي بالأمان. ثم استدعى السلطان بالخليفة والقضاة، وعهد بالسلطنة لولده فرج من بعده، ثم لعبد العزيز، ثم لإبراهيم، وكتب وصيّة أوصى فيها بثلاث ماية ألف دينار، منها ثمانين ألف (?) لعمارة تربته، وأن يدفن في لحد تحت أرجل سبعة من المشايخ، وهم مشهورون، وجعل الأتابك أيتمش هو المدبّر لمملكة ولده ووصيّا على تركته هو وتغري بردي اليشبغاوي، وكاتب السرّ، ويلبغا السالمي وآخرين، وجعل الخليفة الناظر على الجميع، وأخذ السلطان يكثر من الصدقات (?).
[989]- ثم مات في ليلة الجمعة نصف هذا الشهر، وقد جاوز الستين سنة.
وكانت مدّة ملكه من يوم تسلطن إلى أن مات ست عشرة سنة وأربعة أشهر وسبعة وعشرون (?) يوما.
ومدّة حكمه أتابكا وسلطانا نحوا (?) من اثني وعشرون (?) سنة.
وترك ثلاثة أولاد، وثلاثة (?) بنات، ومن الذهب النقّد ألف ألف دينار وأربعماية ألف دينار، ومن أنواع شتّى ما قيمته مثلها، ومن الخيل نحوا من سبعة آلاف فرس، ومن الجمال نحوا من خمسة آلاف. وكان عدّة مماليكه خمسة آلاف. وكان يقدّم الجراكسة على الترك شرها في جمع الأموال، كثير التروّي والتؤدة، يجلّ العلماء وأهل الخير. وهو أول سلطان قام للفقهاء حين دخولهم عليه. وكان كثير الصدقات. وله آثار عظام. وخطب له على منابر تبريز، والموصل، وماردين، وسنجار. وله مساويء أضربنا عنها (?).