هذا وكمشبغا نائب حلب يبعث إلى برقوق بالأموال حتى أقامه وعمل له يرقا جيدا، ثم قدم على برقوق وقام معه أتمّ قيام (?).
وبلغ برقوق مجيء عسكر مصر فترك حصار دمشق وأقبل إلى جهة مصر / 303 / والتقى الفريقان على قرب شقحب فانتصر بعض كلّ من الفريقين وانكسر البعض بعد حروب هائلة، ولم يعلم أحد حال أحد، وانهزم كمشبغا لنحو حلب واستولى عليها، ومنطاش في إثره حتى وصل إلى دمشق، واحتال حتى مشت حيلته ودخل دمشق. وأمّا برقوق فثبت في القلب وحمل بمن بقي معه، وكانوا قلائل، لكن غلب السعد، فلم يشعر إلاّ وهو على مخيّم المنصور حاجي، فنزل وقبض عليه، وجلس على الكرسي، وصار من يحضر من الفئتين يجده كان سلطانا فلا يسعه إلاّ تقبيل الأرض له، واستولى على الخليفة والقضاة وخزائن المال، ونهب من معه أثقال عساكر مصر وغنموا مالا طائلا (?).
وركب الظاهر ووقف تحت العصائب السلطانية، والخليفة والمنصور معه، ووكّل بهما من يحفظهما.
ثم أقبل منطاش من دمشق فوقع بينهما بعض قتال، ثم زاد الأمر فكانت بينهما حروب شديدة. وبعث الله تعالى ريحا ومطرا في وجه منطاش، وانهزم (?) في آخر نهاره إلى جهة دمشق، واتفق رأي السلطان على عوده للقاهرة بعد أن كان قصد أن يتوجّه لقتال منطاش بدمشق. وفي أثنا ذلك تغيّر عزمه، ثم عقد الملك لنفسه في أثناء ذلك بعد أن خلع المنصور نفسه من الملك باختياره وأشهد عليه بذلك، وبايع برقوق هو والخليفة والقضاة وأشهدوا عليهم بذلك. وبعد أيام رحل قاصدا مصر. ويوم رحيله وصل منطاش