أهلّ محرّم منها ومملكة مصر بأسرها في غاية الاضطراب وترقّب ما يأتي من الشرور والفتن، والسلطان مسافر بعساكره، وبالقاهرة نائب الغيبة عنه صراي تمر، وقد احتاط في هذا الشهر على خيول الناس، وأدخل منها الكثير في الجشارات السلطانية، وبعث إلى السلطان بالكثير من ذلك حتى أخذت خيول الأمراء وأولاد الناس فضلا عن العربان والفلاّحين (?).
وفيه أشيع بأنّ الظاهر برقوق هرب فدقّت البشائر وزيّنت مصر والقاهرة، وكان ذلك مكيدة مفتعلة كذبا (?).
وفيه قبض على بعض الأمراء العشرات وعلى طائفة كبيرة من المماليك كان في قصدهم الثورة بالقاهرة نصرة للظاهر (?).
وفيه كبس حسين بن الكوراني الوالي مكانا هو سكن أخوات الظاهر فهتكهنّ وسحبهنّ على وجوههنّ بباب زويلة، وكبست المدرسة البرقوقية وفتّش خلاويها لأجل المماليك الظاهرية (?).